هذا كله من أفعال الجاهلية، وهذا أعظم الظلم،
ولهذا قال سبحانه: {وَٱلَّذِينَ
لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي
حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ
يَلۡقَ أَثَامٗا} [الفرقان: 68] ، هذه الجرائِمُ هي أَكْبرُ الكبائِرِ.
وفي الحديثِ عن عَبْدِ اللهِ
بنِ مَسْعُودِ رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
أَيُّ الذَّنْبِ عندَ اللهِ أَكْبَرُ؟ قال: «أَنْ
تَجْعَلَ للهِ نِداً وَهُوَ خَلَقَكَ» هذا مثلُ قولِه تعالى: {وَٱلَّذِينَ
لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ} -قلتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قال: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ»- وهذا كما في
قولِه تعالى: {وَلَا
يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ} - قلتُ: ثُمَّ
أَيُّ؟ قال: «أَنْ تُزَانِي بحَلِيْلَةِ جَارِكَ»
([1])، وهذا مثلُ
قولِه تعالى: {وَلَا
يَزۡنُونَۚ}.
وقولُه: «وتَتَفَاوَتُ درجاتِ القتل» فأَعْظمُ القتلِ جُرْماً قتلُ القريبِ؛ لأَنَّه مَجْتَمَعٌ فيه كبيرتان: قطيعةُ الرَّحِمِ، وقتلُ النَّفسِ.
([1])أخرجه: البخاري رقم (4671).