×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 هذا كله من أفعال الجاهلية، وهذا أعظم الظلم، ولهذا قال سبحانه: {وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا يَزۡنُونَۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ يَلۡقَ أَثَامٗا} [الفرقان: 68] ، هذه الجرائِمُ هي أَكْبرُ الكبائِرِ.

وفي الحديثِ عن عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُودِ رضي الله عنه قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَيُّ الذَّنْبِ عندَ اللهِ أَكْبَرُ؟ قال: «أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِداً وَهُوَ خَلَقَكَ» هذا مثلُ قولِه تعالى: {وَٱلَّذِينَ لَا يَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ} -قلتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قال: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ خَشْيَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ»- وهذا كما في قولِه تعالى: {وَلَا يَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ} - قلتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قال: «أَنْ تُزَانِي بحَلِيْلَةِ جَارِكَ» ([1])، وهذا مثلُ قولِه تعالى: {وَلَا يَزۡنُونَۚ}.

وقولُه: «وتَتَفَاوَتُ درجاتِ القتل» فأَعْظمُ القتلِ جُرْماً قتلُ القريبِ؛ لأَنَّه مَجْتَمَعٌ فيه كبيرتان: قطيعةُ الرَّحِمِ، وقتلُ النَّفسِ.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (4671).