«وَالفَرْجُ» وهو الزنَا وفِعلُ الفاحشةِ، هذا أغلبُ ما يُهلِك
الناسَ.
وفي الحديث: «وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ
- أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ ؟!»، فعَاقبةُ
الكلامِ خَطيرة جدًّا، وأخطرُ شيءٍ هو الغِيبة والنَّميمة؛ لأن التَّساهُل فِيها
كَثير.
والغِيبة هي: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» ([1]) كما في
الحَديثِ.
والنَّميمة هي: الوِشاية بينَ
الناسِ، فالنَّمَّامُ ينقلُ حديثَ بعضِهم إلى بعضٍ، حتى يُصبِح الناسُ مُتباغِضون.
وقوله: «وَيَصْعُبُ عَلَيْهِ التَّحَفُّظُ مِنْ حَرَكَةِ لِسَانِهِ» يعني: الإنسَان المُؤمن يَشُقّ عليه فِعل الحَرام؛ لأن إيمانَه يَحجِزه عن فِعل الحَرام، ومعَ ذلكَ تَجِده يَتساهلُ فيما يَقوله بلِسانه ولو كانَ مُؤمنًا، فيَنطلق لِسانه بغيرِ ميزانٍ ويَجُرّ عليه شَرًّا عظيمًا، وفي الحَديث: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالاً، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» ([2]).
([1])أخرجه: مسلم رقم (2589).