×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ» ([1])، فَكَانَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ: «كَمْ مِنْ كَلاَمٍ قَدْ مَنَعَنِيهِ حَدِيثُ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ» ([2]).

وَفِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «وَمَا يُدْرِيكَ؟! لَعَلَّهُ تَكَلَّمَ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ، أَوْ بَخِلَ بِمَا لاَ يُنْقِصُهُ» ([3]). قَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.

وَفِي لَفْظٍ: أَنَّ غُلاَمًا اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَوُجِدَ عَلَى بَطْنِهِ صَخْرَةٌ مَرْبُوطَةٌ مِنَ الْجُوعِ، فَمَسَحَتْ أُمُّهُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ وَقَالَتْ: هَنِيئًا لَكَ يَا بُنَيَّ الْجَنَّةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : «وَمَا يُدْرِيكِ؟! لَعَلَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ، وَيَمْنَعُ مَا لاَ يَضُرُّهُ» ([4]).

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» ([5]).

وَفِي لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أَوْ لِيَسْكُتْ» ([6]).

وَذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ» ([7]).


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2319)، وابن ماجه رقم (3969)، وأحمد رقم (15852)، والحاكم رقم (137).

([2])أخرجه: أحمد رقم (15852).

([3])أخرجه: الترمذي رقم (2316)، وابن أبي الدنيا في الصمت رقم (109).

([4])أخرجه: أبو يعلى رقم (4017).

([5])أخرجه: البخاري رقم (6475)، ومسلم رقم (47).

([6])أخرجه: مسلم رقم (1468).

([7])أخرجه: الترمذي رقم (2317)، وابن ماجه رقم (3976).