فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ
إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ
سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ
بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ» ([1])، فَكَانَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ: «كَمْ مِنْ كَلاَمٍ قَدْ
مَنَعَنِيهِ حَدِيثُ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ» ([2]).
وَفِي
جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ قَالَ: تُوُفِّيَ رَجُلٌ مِنَ
الصَّحَابَةِ، فَقَالَ رَجُلٌ: أَبْشِرْ بِالْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم : «وَمَا يُدْرِيكَ؟! لَعَلَّهُ تَكَلَّمَ فِيمَا لاَ
يَعْنِيهِ، أَوْ بَخِلَ بِمَا لاَ يُنْقِصُهُ» ([3]). قَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَفِي
لَفْظٍ: أَنَّ غُلاَمًا اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَوُجِدَ عَلَى بَطْنِهِ
صَخْرَةٌ مَرْبُوطَةٌ مِنَ الْجُوعِ، فَمَسَحَتْ أُمُّهُ التُّرَابَ عَنْ وَجْهِهِ
وَقَالَتْ: هَنِيئًا لَكَ يَا بُنَيَّ الْجَنَّةُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه
وسلم : «وَمَا يُدْرِيكِ؟! لَعَلَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ فِيمَا لاَ يَعْنِيهِ،
وَيَمْنَعُ مَا لاَ يَضُرُّهُ» ([4]).
وَفِي
الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ» ([5]).
وَفِي
لَفْظٍ لِمُسْلِمٍ: «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ فَإِذَا
شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أَوْ لِيَسْكُتْ» ([6]).
وَذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ» ([7]).
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2319)، وابن ماجه رقم (3969)، وأحمد رقم (15852)، والحاكم رقم (137).