وَعَنْ سُفْيَانَ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْ لِي فِي
الإِْسْلاَمِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ: «قُلْ آمَنْتُ
بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَخْوَفُ مَا
تَخَافُ عَلَيَّ؟ فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: «هَذَا» ([1])،
وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ.
وَعَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ
زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
«كُلُّ كَلاَمِ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لاَ لَهُ إِلاَّ أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ أَوْ
نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْرَ اللَّهِ عز وجل » ([2])، قَالَ
التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ: «إِذَا
أَصْبَحَ الْعَبْدُ، فَإِنَّ الأَْعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ،
تَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِذَا اسْتَقَمْتَ
اسْتَقَمْنَا، وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا» ([3]).
****
الشرح
قوله: «قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلاَنٍ» هذا رجلٌ كانَ يأمرُ بالمَعروف ويَنهى عن المُنكر، رَأى أخَاه على مَعصيةٍ فنَهاهُ، ثم رَآه مرَّة ثانيةً فنَهاهُ، ثم رَآهُ بعدَ ذلك ولم يَترُك المَعصية، فغضبَ وقالَ: «وَاللَّهِ لاَ يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلاَنٍ» أقسمَ على اللهِ عز وجل ألا يغفرَ، وهذا مِن الجُرأة على اللهِ، ومن سُوء الأدبِ مع اللهِ؛ اللهُ جل وعلا يُحِبّ أن يعفوَ عن عِباده، ويُحِبّ أن يغفرَ لهم ويَتُوب عَليهم، فهذا يَحلِف على اللهِ ألاَّ يفعلَ الخيرَ، فغَضِب اللهُ عليه وقالَ: «قَدْ غَفَرْتُ لَهُ وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ».
([1])أخرجه: مسلم رقم (38).