×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني


فَيَا نَاكِحِي الذُّكْرَانِ يَهْنِيكُمُ الْبُشْرَى

 

فَيَوْمَ مَعَادِ النَّاسِ إِنَّ لَكُمْ أَجْرًا

كُلُوا وَاشْرَبُوا وَازْنُوا وَلُوطُوا وَأَبْشِرُوا

 

فَإِنَّ لَكُمْ زَفًّا إِلَى الْجَنَّةِ الْحَمْرَا

فَإِخْوَانُكُمْ قَدْ مَهَّدُوا الدَّارَ قَبْلَكُمُ

 

وَقَالُوا إِلَيْنَا عَجِّلُوا لَكُمُ الْبُشْرَى

وَهَا نَحْنُ أَسْلاَفٌ لَكُمْ فِي انْتِظَارِكُمُ

 

سَيَجْمَعُنَا الْجَبَّارُ فِي نَارِهِ الْكُبْرَى

وَلاَ تَحْسَبُوا أَنَّ الَّذِينَ نَكَحْتُمُ

 

يَغِيبُونَ عَنْكُمْ بَلْ تَرَوْنَهُمْ جَهْرًا

وَيَلْعَنُ كُلًّا مِنْكُمَا بِخَلِيلِهِ

 

وَيَشْقَى بِهِ الْمَحْزُونُ فِي الْكَرَّةِ
 الأُْخْرَى

يُعَذِّبُ كُلًّا مِنْهُمَا بِشَرِيكِهِ

 

كَمَا اشْتَرَكَا فِي لَذَّةٍ تُوجِبُ الْوِزْرَا

****

الشرح

ليسَ مَعنى قَوله: {هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِي} [هُودٍ: 78] أنهم يَطَؤُونهنَّ بدونِ عَقدٍ، بل يُعقَد لهم بالزَّواج الشرعيِّ {هُنَّ أَطۡهَرُ لَكُمۡۖ} [هُودٍ: 78] ، فالزنَا ليسَ فيه طَهارةٌ.

وقِيل: المُراد بقَوله: {هَٰٓؤُلَآءِ بَنَاتِي}أي: بَنات المُؤمنين، لأنه نبيٌّ، فتكُون بناتُ المُؤمنين بناتٍ له في الاتِّباع والاقتداءِ والاحترامِ.

فرَدُّوا عليه وقَالوا: {قَالُواْ لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنۡ حَقّٖ وَإِنَّكَ لَتَعۡلَمُ مَا نُرِيدُ} [هُودٍ: 79] ، يَعني: لا نُرِيد النساءَ وإنما نُرِيد الذُّكورَ.

فالذِي يُبتلَى بهذه الجَريمة لا يُرِيد النساءَ - والعِياذُ باللهِ - حتى ولو كانَ معه زَوجته لا يَأتيها مِن القُبل، وإنما يَأتيها مِن الدُّبُر؛ لأنه لُوطِيٌّ زُيِّنَ له هَذه الفَاحِشة.

فلما اشتدَّ به - عَليه السَّلامُ - الأمرُ قالَ: {لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنٖ شَدِيدٖ} [هُودٍ: 80] ، فجاءَ الفَرَجُ من اللهِ تبارك وتعالى ، وقالتْ له المَلائكةُ: {قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ} [هُودٍ: 81] ، وأَمَّنُوه مِن هَذا الخَطَر الدَّاهِم.


الشرح