|
فَيَا نَاكِحِي الذُّكْرَانِ
يَهْنِيكُمُ الْبُشْرَى |
|
فَيَوْمَ مَعَادِ النَّاسِ إِنَّ
لَكُمْ أَجْرًا |
|
كُلُوا وَاشْرَبُوا وَازْنُوا
وَلُوطُوا وَأَبْشِرُوا |
|
فَإِنَّ لَكُمْ زَفًّا إِلَى
الْجَنَّةِ الْحَمْرَا |
|
فَإِخْوَانُكُمْ قَدْ مَهَّدُوا
الدَّارَ قَبْلَكُمُ |
|
وَقَالُوا إِلَيْنَا عَجِّلُوا
لَكُمُ الْبُشْرَى |
|
وَهَا نَحْنُ أَسْلاَفٌ لَكُمْ فِي
انْتِظَارِكُمُ |
|
سَيَجْمَعُنَا الْجَبَّارُ فِي
نَارِهِ الْكُبْرَى |
|
وَلاَ تَحْسَبُوا أَنَّ الَّذِينَ
نَكَحْتُمُ |
|
يَغِيبُونَ عَنْكُمْ بَلْ
تَرَوْنَهُمْ جَهْرًا |
|
وَيَلْعَنُ كُلًّا مِنْكُمَا
بِخَلِيلِهِ |
|
وَيَشْقَى بِهِ الْمَحْزُونُ فِي
الْكَرَّةِ |
|
يُعَذِّبُ كُلًّا مِنْهُمَا
بِشَرِيكِهِ |
|
كَمَا اشْتَرَكَا فِي لَذَّةٍ تُوجِبُ
الْوِزْرَا |
****
الشرح
ليسَ مَعنى قَوله: {هَٰٓؤُلَآءِ
بَنَاتِي} [هُودٍ: 78] أنهم
يَطَؤُونهنَّ بدونِ عَقدٍ، بل يُعقَد لهم بالزَّواج الشرعيِّ {هُنَّ
أَطۡهَرُ لَكُمۡۖ} [هُودٍ: 78] ، فالزنَا ليسَ فيه طَهارةٌ.
وقِيل: المُراد بقَوله: {هَٰٓؤُلَآءِ
بَنَاتِي}أي: بَنات
المُؤمنين، لأنه نبيٌّ، فتكُون بناتُ المُؤمنين بناتٍ له في الاتِّباع والاقتداءِ
والاحترامِ.
فرَدُّوا عليه وقَالوا: {قَالُواْ
لَقَدۡ عَلِمۡتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنۡ حَقّٖ وَإِنَّكَ لَتَعۡلَمُ مَا
نُرِيدُ} [هُودٍ: 79] ،
يَعني: لا نُرِيد النساءَ وإنما نُرِيد الذُّكورَ.
فالذِي يُبتلَى بهذه
الجَريمة لا يُرِيد النساءَ - والعِياذُ باللهِ - حتى ولو كانَ معه زَوجته لا
يَأتيها مِن القُبل، وإنما يَأتيها مِن الدُّبُر؛ لأنه لُوطِيٌّ زُيِّنَ له هَذه
الفَاحِشة.
فلما اشتدَّ به - عَليه السَّلامُ - الأمرُ قالَ: {لَوۡ أَنَّ لِي بِكُمۡ قُوَّةً أَوۡ ءَاوِيٓ إِلَىٰ رُكۡنٖ شَدِيدٖ} [هُودٍ: 80] ، فجاءَ الفَرَجُ من اللهِ تبارك وتعالى ، وقالتْ له المَلائكةُ: {قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ} [هُودٍ: 81] ، وأَمَّنُوه مِن هَذا الخَطَر الدَّاهِم.