×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

وأمرَه ربُّه أن يَخرُج بأهلِه من البَلد: { فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ}؛ لأنها كانتْ تُساعِدهم وتَدُلُّهم على أضيافِ لُوطٍ، فأصابَها ما أصابَهم والعِياذُ باللهِ، {وَلَقَدۡ رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر: 37] ، أوَّل عُقوبةٍ أن اللهَ طَمَسَ أبصارَهم التِي تَنظرُ إلى الفاحشةِ، ثم حَلَّتْ بهم العُقوبة الشَّنيعة.

وأبقَى بِلادهم التِي مُسِخَت وخُسِفَت شاهدةً عليهم في طريقِ الذَّاهِبين إلى الشَّام: { وَلَقَدۡ أَتَوۡاْ عَلَى ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِيٓ أُمۡطِرَتۡ مَطَرَ ٱلسَّوۡءِۚ أَفَلَمۡ يَكُونُواْ يَرَوۡنَهَاۚ} [الفرقان: 40] ، فالناسُ يَرَوْنَها في طَريقهم إلى الشَّام، {إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُتَوَسِّمِينَ ٧٥وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٖ مُّقِيمٍ ٧٦} [الحجر: 75- 76] ، فأصبحتْ بَحْرَة مُنْتِنَة يَرَوْنَها في طُرُقِهم.

ثم توعَّد مَن يَأتي بهذه الفاحِشة مِن بَعدهم فقالَ: { وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ بِبَعِيدٖ} [هُودٍ: 83] ، أي: مَن فعلَ مِثل فِعلهم فإن هذه العُقوبةَ قريبةٌ مِنه.

***


الشرح