وأمرَه ربُّه أن يَخرُج
بأهلِه من البَلد: { فَأَسۡرِ
بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ}؛ لأنها كانتْ تُساعِدهم
وتَدُلُّهم على أضيافِ لُوطٍ، فأصابَها ما أصابَهم والعِياذُ باللهِ، {وَلَقَدۡ
رَٰوَدُوهُ عَن ضَيۡفِهِۦ فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر: 37] ،
أوَّل عُقوبةٍ أن اللهَ طَمَسَ أبصارَهم التِي تَنظرُ إلى الفاحشةِ، ثم حَلَّتْ بهم
العُقوبة الشَّنيعة.
وأبقَى بِلادهم التِي
مُسِخَت وخُسِفَت شاهدةً عليهم في طريقِ الذَّاهِبين إلى الشَّام: { وَلَقَدۡ
أَتَوۡاْ عَلَى ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلَّتِيٓ أُمۡطِرَتۡ مَطَرَ ٱلسَّوۡءِۚ أَفَلَمۡ
يَكُونُواْ يَرَوۡنَهَاۚ} [الفرقان: 40] ، فالناسُ يَرَوْنَها في طَريقهم إلى
الشَّام، {إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّلۡمُتَوَسِّمِينَ ٧٥وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٖ مُّقِيمٍ ٧٦} [الحجر: 75- 76] ،
فأصبحتْ بَحْرَة مُنْتِنَة يَرَوْنَها في طُرُقِهم.
ثم توعَّد مَن يَأتي بهذه
الفاحِشة مِن بَعدهم فقالَ: { وَمَا هِيَ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ
بِبَعِيدٖ} [هُودٍ: 83] ، أي:
مَن فعلَ مِثل فِعلهم فإن هذه العُقوبةَ قريبةٌ مِنه.
***
الصفحة 12 / 375