وقوله: «فَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ حُكْمَ
التَّلَوُّطِ مَعَ الْمَمْلُوكِ كَحُكْمِهِ مَعَ غَيْرِهِ» يُرَدُّ به عَلى
مَن يَسْتَدِلُّ على أن السَّيِّد يَطَأُ مَمْلُوكه بقَول اللهِ تَعالى: {أَوۡ مَا
مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ}، فهذا مُتلاعِبٌ بكتابِ اللهِ؛ لأن المُرادَ بمِلْكِ
اليَمين في قَوله تَعالى: {إِلَّا عَلَىٰٓ
أَزۡوَٰجِهِمۡ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُمۡ فَإِنَّهُمۡ غَيۡرُ مَلُومِينَ} الذِي يُقابِل
الزَّوْجَة، وهِي الإناثُ المَمْلُوكة، ولا يَدخُل الذكرُ في هَذا.
والذِي يَسْتَدِلُّ بهذه
الآيةِ على إباحةِ إتيانِ المَمْلُوك فهو مُتلاعِبٌ بكِتاب اللهِ، ولو وُجِدَ من
يَقولُ بذلكَ فإنه يُسْتَتاب كما يُسْتَتاب المُرتَدُّ، وإلا فإنه يُقتَل؛ لأنه
قالَ على اللهِ جل وعلا ما لم يَقُل.
وقوله: «وَتَلَوُّطُ الإِْنْسَانِ بِمَمْلُوكِهِ
كَتَلَوُّطِهِ بِمَمْلُوكِ غَيْرِهِ فِي الإِْثْمِ وَالْحُكْمِ»؛ لأنه أتَى
رَجُلاً، واللهُ سبحانه وتعالى استنكرَ إتيانَ الرِّجال عُمومًا ولم يَسْتَثْنِ: { إِنَّكُمۡ
لَتَأۡتُونَ ٱلرِّجَالَ شَهۡوَةٗ مِّن دُونِ ٱلنِّسَآءِۚ} [الأعراف: 81] ، وهذا رجلٌ ليس هو مَحَلًّا للاستمتاعِ.
***
الصفحة 2 / 375