ثم استدلَّ الشيخُ رحمه الله ببَيْتَيْنِ من
شِعر أبي تَمَّامٍ، ليُبَيِّنَ المَحبَّة الطَّبيعية التِي جُبِل عليها الإنسانُ،
ومنها: مَحبَّته لوَطَنه وتعلُّق قَلبه به مَهما ذهبَ وسافرَ، حتى لو استغنَى في
البَلَد الآخَرِ ووُفِّق فإنه لا يَزال وطنُه في ذاكرتِه، وكُلما أمكنَ رجعَ إليه؛
لأنه يُحِبُّه، فقال:
نَقِّلْ
فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الْهَوَى |
|
مَا الْحُبُّ
إِلاَّ لِلْحَبِيبِ الأَْوَّلِ |
كَمْ مَنْزِلٍ
فِي الأَْرْضِ يَأْلَفُهُ الْفَتَى |
|
وَحَنِينُهُ
أَبَدًا لأَِوَّلِ مَنْزِلِ |
وهذا مثلُ المُؤمِنين، فإن
مَنزلهم الجَنَّة التِي أُخرِجوا منها بسَبَب ما حصلَ من أبِيهم آدمَ عليه السلام
، فهم يَحِنُّون إلى الجَنَّة حتى يَرجِعوا إليها؛ لأنها مَنْزِله الأوَّل، أما
غَير المُؤمن فليسَ عِنده شعورٌ بهذا الشيءِ.
***
الصفحة 13 / 375