×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 ثم استدلَّ الشيخُ رحمه الله ببَيْتَيْنِ من شِعر أبي تَمَّامٍ، ليُبَيِّنَ المَحبَّة الطَّبيعية التِي جُبِل عليها الإنسانُ، ومنها: مَحبَّته لوَطَنه وتعلُّق قَلبه به مَهما ذهبَ وسافرَ، حتى لو استغنَى في البَلَد الآخَرِ ووُفِّق فإنه لا يَزال وطنُه في ذاكرتِه، وكُلما أمكنَ رجعَ إليه؛ لأنه يُحِبُّه، فقال:

نَقِّلْ فُؤَادَكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ الْهَوَى

 

مَا الْحُبُّ إِلاَّ لِلْحَبِيبِ الأَْوَّلِ

كَمْ مَنْزِلٍ فِي الأَْرْضِ يَأْلَفُهُ الْفَتَى

 

وَحَنِينُهُ أَبَدًا لأَِوَّلِ مَنْزِلِ

وهذا مثلُ المُؤمِنين، فإن مَنزلهم الجَنَّة التِي أُخرِجوا منها بسَبَب ما حصلَ من أبِيهم آدمَ عليه السلام ، فهم يَحِنُّون إلى الجَنَّة حتى يَرجِعوا إليها؛ لأنها مَنْزِله الأوَّل، أما غَير المُؤمن فليسَ عِنده شعورٌ بهذا الشيءِ.

***


الشرح