ثانيًا: أن تُحب الرسولَ
صلى الله عليه وسلم ، وهذه مَحبة مُتابَعةٍ.
ثالثًا: أن تُحب المُؤمنين؛
لأن اللهَ يُحِبهم، ولقَول النبي صلى الله عليه وسلم : «أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ: الحُبُّ فِي اللهِ، وَالبُغْضُ فِي اللهِ»
([1]). فتُحِب
المُؤمنين لأن اللهَ يُحبهم، وتُبغض الكُفَّار لأن اللهَ يُبغضهم، وهذا هو الوَلاء
والبَراء.
وفي حَديث السَّبعة الذِين
يُظِلُّهم اللهُ في ظِلِّه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه، قالَ صلى الله عليه وسلم : «... وَرَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللهِ
اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ» ([2]).
وقوله: «فَإِنَّ هَذِهِ الْمَحَبَّةَ مِنْ لَوَازِمِ
مَحَبَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمُوجِبَاتِهَا»، لماذا تُحِب المُؤمنين؟ لأن
اللهَ يُحِبهم، فأنتَ تُحِب من يُحِبه اللهُ. ولماذا تُبغض الكافرينَ؟ لأن اللهَ
يُبغضهم، فأنتَ تُبغض من يُبغضه اللهُ، وتُعادي مَن عَادَاهُ اللهُ، قالَ تَعالى: {فَإِنَّ ٱللَّهَ
عَدُوّٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ} [البقرة: 98] ، وقال جل وعلا : {فَإِنَّ ٱللَّهَ
لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ} [آل عمران: 32] ، وقال سبحانه وتعالى : {وَمَا
كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ
إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوّٞ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنۡهُۚ} [التوبة: 114] .
***
([1])أخرجه: الطيالسي رقم (783)، وابن أبي شيبة (30420)، والطبراني في الكبير رقم (10357).
الصفحة 11 / 375