إِلاَّ مَنْ كَانَ فِيهِ ثَلاَثُ خِصَالٍ ([1])- أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا
سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ
يَكْرَهَ أَنْ يَرْجِعَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ،
كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ» ([2]).
وَفِي
الْحَدِيثِ الَّذِي فِي السُّنَنِ: «مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ،
وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِْيمَانَ» ([3]).
وَفِي
حَدِيثٍ آخَرَ: «مَا تَحَابَّ رَجُلاَنِ فِي اللَّهِ إِلاَّ كَانَ أَفْضَلُهُمَا
أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ» ([4]).
فَإِنَّ
هَذِهِ الْمَحَبَّةَ مِنْ لَوَازِمِ مَحَبَّةِ اللَّهِ تَعَالَى وَمُوجِبَاتِهَا،
وَكُلَّمَا كَانَتْ أَقْوَى كَانَ أَصْلُهَا كَذَلِكَ.
****
الشرح
الشفاعةُ حقٌّ، لكن الشفاعةَ
الصَّحيحة لا تُطلَب إلا مِن اللهِ جل وعلا بعدَ أن يَأذن اللهُ بها، فلا تُطلَب
مِن المَوْتى والمَقْبُورين، ولا من الأشجارِ والأحجارِ، فإن المُشركين يَعبدون
هذه الأشياءَ: {وَيَقُولُونَ
هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ} [يونس: 18] ، {مَا نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ
إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ} [الزمر: 3] ، هذا زعمُهم، وهذه لا تَملك الشفاعةَ،
الذِي يملكُ الشفاعةَ هو اللهُ.
فلا تُطلَب الشفاعةُ إلا من اللهِ تبارك وتعالى ؛ لأن اللهَ ليسَ كغيرِه، لا يَشفعُ أحدٌ عنده إلا بإذنِه، بخِلاف المُلوك والسَّلاطين، فإن الشُّفَعاء يَشفعُون عِندهم ولو لم يَأذنُوا، بل رُبَّما يكرهونَ هذا،
([1])أخرجه: البخاري رقم (6041).