وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي
قَامَتْ بِهَا الأَْرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ، وَفَطَرَ اللَّهُ عَلَيْهَا جَمِيعَ
الْمَخْلُوقَاتِ، وَعَلَيْهَا أُسِّسَتِ الْمِلَّةُ وَنُصِبَتِ الْقِبْلَةُ،
وَجُرِّدَتْ سُيُوفُ الْجِهَادِ، وَهِيَ مَحْضُ حَقِّ اللَّهِ عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ،
وَهِيَ الْكَلِمَةُ الْعَاصِمَةُ لِلدَّمِ وَالْمَالِ وَالذُّرِّيَّةِ فِي هَذِهِ
الدَّارِ، وَالْمُنْجِيَةُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَهِيَ
الْمَنْشُورُ الَّذِي لاَ يُدْخَلُ الْجَنَّةُ إِلاَّ بِهِ، وَالْحَبْلُ الَّذِي
لاَ يَصِلُ إِلَى اللَّهِ مَنْ لَمْ يَتَعَلَّقْ بِسَبَبِهِ.
وَهِيَ كَلِمَةُ
الإِْسْلاَمِ، وَمِفْتَاحُ دَارِ السَّلاَمِ، وَبِهَا انْقَسَمَ النَّاسُ إِلَى
شَقِيٍّ وَسَعِيدٍ، وَمَقْبُولٍ وَطَرِيدٍ، وَبِهَا انْفَصَلَتْ دَارُ الْكُفْرِ
مِنْ دَارِ الإِْيمَانِ، وَتَمَيَّزَتْ دَارُ النَّعِيمِ مِنْ دَارِ الشَّقَاءِ
وَالْهَوَانِ، وَهِيَ الْعَمُودُ الْحَامِلُ لِلْفَرْضِ وَالسُّنَّةِ، وَ مَنْ
كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ ([1]).
****
الشرح
المُؤمن يُحِب ما يُحِبه
اللهُ، فيُحِب اللهَ عز وجل ويُحِب طاعتَه ويُحِب أولياءَه، ويعادِي أعداءَ اللهِ
ولو كانَ أقربَ الناسِ إليه، فيُغَلِّب محبةَ اللهِ على مَحبة القَرابة والنَّسَب،
هذه علامةُ الإيمانِ: {لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا
يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ
وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ
عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم
بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ وَيُدۡخِلُهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ} [المجادلة: 22] .
فهم يُحبون في اللهِ ويُعادون في اللهِ، يُحبون المُؤمنين ولو كَانوا ليسُوا أقاربَ لهم، ولو كَانوا مِن جنسٍ آخرَ من العَرَب أو العَجَم، أو مِن السُّود أو مِن البِيض.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (3116)، وأحمد رقم (22034)، والحاكم رقم (1299).