×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 وَإِذَا عَرَفْتَ ذَلِكَ فَجَمِيعُ تِلْكَ الْمُحَبَّاتِ وَالْمُحَرِّكَاتِ وَالإِْرَادَاتِ وَالأَْفْعَالِ: هِيَ عِبَادَةٌ مِنْهُمْ لِرَبِّ الأَْرْضِ وَالسَّمَاوَاتِ، وَجَمِيعُ الْحَرَكَاتِ الطَّبِيعِيَّةِ وَالْقَسْرِيَّةِ تَابِعَةٌ لَهَا.

فَلَوْلاَ الْحُبُّ مَا دَارَتِ الأَْفْلاَكُ، وَلاَ تَحَرَّكَتِ الْكَوَاكِبُ النَّيِّرَاتُ، وَلاَ هَبَّتِ الرِّيَاحُ الْمُسَخَّرَاتُ، وَلاَ مَرَّتِ السُّحُبُ الْحَامِلاَتُ، وَلاَ تَحَرَّكَتِ الأَْجِنَّةُ فِي بُطُونِ الأُْمَّهَاتِ، وَلاَ انْصَدَعَ عَنِ الْحَبِّ أَنْوَاعُ النَّبَاتِ، وَلاَ اضْطَرَبَتْ أَمْوَاجُ الزَّاخِرَاتِ، وَلاَ تَحَرَّكَتِ الْمُدَبِّرَاتُ وَالْمُقْسِّمَاتُ، وَلاَ سَبَّحَتْ بِحَمْدِ فَاطِرِهَا الأَْرَضُونَ وَالسَّمَاوَاتُ، وَمَا فِيهَا مِنْ أَنْوَاعِ الْمَخْلُوقَاتِ.

فَسُبْحَانَ مَنْ: {تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِيمًا غَفُورٗا} [الإِْسْرَاءِ: 44] .

****

الشرح

الإِنْسَان يَتحرَّك تَحرُّك عِبادةٍ:

إما عِبادة قَسْرِية: وهي تحرّكُ المُؤمن والكَافر والمُشرك؛ يتحرَّك بأمرِ اللهِ ليسَ له مَخرج عن أمرِ اللهِ، فهو عَبدٌ للهِ عز وجل عُبودية عَامة لا يخرُج عن أمرِه وتَقديره، فاللهُ سبحانه وتعالى يُقدِّر على عِباده المَوت، ويُقدِّر عليهم المَرَض، ويُقدِّر عليهم الفَقْر، ويُقدِّر عليهم الغِنى، فلا يَتخلَّص أحدٌ مِما قدَّره اللهُ عليه؛ لأنه عَبدٌ.

وإما عِبادة اختيارِيَّة: وهي عِبادة اللهِ بالرُّكوع والسُّجود، والدُّعاء، والاستغفارِ، هذه يَفعلُها باختيارِه، ولا يَفعلها إلا المُؤمن.


الشرح