×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

 أما الحركاتُ الاضطرارِيَّة فهذه يَفعلها المُؤمن والكَافر: {إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا} [مريم: 93] ، { وَلَهُۥ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ كُلّٞ لَّهُۥ قَٰنِتُونَ} [الروم: 26] ، أي: كُل مَن في السَّماوات والأرضِ مِن خَلق اللهِ مُطيعٌ في تَصرُّفه فيما أرادَ اللهُ تبارك وتعالى مِن حَياة ومَوت وبَعث ونُشور وما أشبهَ ذلك، وإن عَصاهُ فيما له السَّبِيل إلى اختيارِه وإيثارِه على خِلافه.

وقوله: {وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ} [الإسراء: 44] يَعني: يُنزِّه اللهَ سُبحانه عن النَّقائِص والعُيوب، { وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡ}، فهذا التسبيحُ قد نَفهمُه ونَسمعُه، وقد لا نَعرفُه، كتسبيحِ الجِبال، وتَسبيح الحَصَى، وتَسبيح الأشجارِ، وتَسبيح السماواتِ والأرضِ.

لكن اللهَ جل وعلا يَعلمه ويَسمعه، تَسبيحًا حقيقيًّا كُلًّا بِلُغَتِه، حتى الطُّيور تُسبِّح اللهَ عز وجل بِلُغَاتِها وإن كانَ الإِنْسَان لا يَسمعها ولا يَفهمها.

واللهُ سبحانه وتعالى أعطَى سُلَيْمان عليه السلام مُعجِزة أنه يَعرفُ لُغةَ الطُّيور ويُخاطبها وتُخاطبه، وسمعَ كلامَ النملةِ ومَاذا تَقول، فهذا خاصيةٌ لسُليمان عليه الصَّلاة والسلامُ ومُعجزةٌ له تَدُل على نُبوَّته.

وأما نَحن فنسمعُ أصواتَ الطُّيور والوُحُوش والحَيوانات لكِن لا نَفهم: { وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡ}.

***


الشرح