×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

فتَحَدَّاهم عليه الصلاة والسلام وتَحَدَّى آلهتَهم أن يَمَسُّوه بسُوءٍ، وقالَ: أنا بَشَرٌ واحدٌ، وأنتم أُمَّة قَاهِرة، وأنا أتحدَّاكم أن تَضُرُّوني بشيءٍ أنتم وآلهتُكم: {إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءٖۗ قَالَ إِنِّيٓ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوٓاْ أَنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ ٥٤مِن دُونِهِۦۖ فَكِيدُونِي جَمِيعٗا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ٥٥إِنِّي تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٥٦} [هُودٍ: 54- 56] .

فعَجزُوا أن يَمَسُّوه بسُوءٍ، وهم أُمَّة قَاهِرة وهو بَشَر واحدٌ، فهذا دَليلٌ على رِسالته، وهذه مُعجِزَتُه عليه الصلاة والسلام .

وقَوله: {إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} [هُودٍ: 56] يَعني: على طَريقٍ واضحٍ، قالَ تَعالى: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ} [الأنعام: 153] ، وصِراطُ اللهِ هو الطَّريق إلى اللهِ، وهوَ دِينُه.

كذلكَ إبراهيمُ عليه السلام لمَّا هَدَّدُوه بالأصنامِ قالَ لهم: {وَكَيۡفَ أَخَافُ مَآ أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗاۚ} [الأنعام: 81] ، يَعني: كيفَ تُهَدِّدونني بآلهتِكم ولا تَخافُون رَبِّي وهو الرَّبُّ الحَقُّ؟! أما آلهتُكم فهِي بَاطِلة، فكَيف تُهَدِّدونني بباطلٍ ولا تَخافُون الحَقَّ سبحانه وتعالى ؟!

ثُمَّ قالَ: {فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ} [الأنعام: 81] أي: هَل المُشرك أحقُّ بالأمنِ أَم المُوحِّد؟! قالَ اللهُ جل وعلا : {ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ} [الأنعام: 82] ، فالأمنُ مِن عَذاب اللهِ إنما هُو لأهلِ التَّوْحِيد، وأما أهلُ الشِّرك فليسَ لهم أمنٌ لا في الدُّنْيَا ولا فِي الآخِرَة.


الشرح