×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

وكانَ عليه السلام أجملَ الناسِ صُورةً، فافتتنتْ به، وفي يومٍ من الأيامِ غَلَّقَت الأبوابَ ودَعَتْهُ إلى الفاحشةِ، لكِنه عليه الصلاة والسلام خافَ رَبَّه، وقالَ: {مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ} [يوسف: 23] . فاللهُ جل وعلا ثَبَّتَه وصَبَّرَه ومَنَعَه مِما أرادتْ منه المَرْأَةُ.

لكنَّ الشَّاهد مِن هذه القصَّة: أَنَّها نظرتْ إليْه فافتُتِنت به، فكان إِطلاق النَّظر مِن الذي جرَّ عليْها هذه الفتْنة.

وقوْله: «حُبِّب إليَّ مِن دنياكم النِّسَاء والطِّيب»، كوْن الإِنْسَان يحبُّ زوجتَه، ويُحب أنْ يتزوَّج مِن النِّسَاء الجَميلات الصَّالحَات، هذا لا يُلام عليْه؛ بلْ هو مأْمورٌ به، لكنَّ المذمومَ أن يعدلَ عن ذلك إلى الحرَام.

وعلى كلِّ حالٍفالإِنْسَان مبتلَى في هذه الدُّنيا وممتَحن، وإلاَّ فإنَّ اللهَ جل وعلا جعَل مصرفًا للشَّهوة نافعًا ومفيدًا وهو الزَّواج، فبِه يعفُّ البَّصر، ويحصُل الأَولاد والذُّرية، ويحصُل بنَاء الأسْرة.

فالزَّواج عقْد عظِيم وفَائدتُه عظيمَة في المجتَمع، أمَّا السِّفَاح -والعياذ بالله- فهُو شرٌّ، قال تعَالى: {وَلَا تَقۡرَبُواْ ٱلزِّنَىٰٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ فَٰحِشَةٗ وَسَآءَ سَبِيلٗا} [الأسراء: 32] ، فالزِّنا يُفسِد الأعرَاض، ويُضيِّع الأَولاد، ويخلِط الأنسَاب، ويُسبِّب الأمرَاض الفتَّاكة، وينشُر الوَباء في المجتمَعاتكما هو معلُوم الآن، ما يعاني منْه العَالم مِن مرضِ فَقْد المنَاعةِ المسمَّى بـ «الإيدْز» الذي استعصَى على العالَم كلِّه، إذا أُصيبَ به الإِنْسَان فإنَّه يُعزَل عن المجتَمعِ إلى أنْ يموتَ؛ لأنَّه ليس له عِلاجٌ؛ وهذه عُقوبةٌ عاجلةٌ والعياذ بالله.

قولُه: «أنَّها طلبَت وأرَادتْ وبذلتِ الجهد»، قال تعالى: {وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ} [يوسف: 23] ، فمكَّنتْه مِن نفسِها،


الشرح