×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني


قُلْ لِمَنْ جَاءَ سَائِلاً عَنْ لِحَاظٍ

 

هُنَّ يَلْعَبْنَ فِي دَمِ الْعُشَّاقِ

 

مَا عَلَى السَّيْفِ فِي الْوَرَى مِنْ جُنَاحٍ

 

إِنْ ثَنَى الْحَدَّ عَنْ دَمٍ مُهْرَاقِ

وَسُيُوفُ اللِّحَاظِ أَوْلَى بِأَنْ تَصْ

 

فَحَ عَمَّا جَنَتْ عَلَى الْعُشَّاقِ

إِنَّمَا كُلُّ مَنْ قَتَلْنَ شَهِيدٌ

 

وَلِهَذَا يَفْنَى ضَنًى وَهْوَ بَاقٍ

وَنَظِيرُ ذَلِكَ فَتْوَى وَرَدَتْ عَلَى الشَّيْخِ أَبِي الْخَطَّابِ مَحْفُوظِ بْنِ أَحْمَدَ الْكَوْذَانِيِّ شَيْخِ الْحَنَابِلَةِ فِي وَقْتِهِ رحمه الله :

قُلْ لِلإِْمَامِ أَبِي الْخَطَّابِ: مَسْأَلَةٌ

 

جَاءَتْ إِلَيْكَ وَمَا خُلِقَ سِوَاكَ لَهَا

مَاذَا عَلَى رَجُلٍ رَامَ الصَّلاَةَ فَمُذْ

 

لاَحَتْ لِخَاطِرِهِ ذَاتُ الْجَمَالِ لَهَا

فَأَجَابَهُ تَحْتَ السُّؤَالِ:

قُلْ لِلأَْدِيبِ الَّذِي وَافَى بِمَسْأَلَةٍ

 

سَرَّتْ فُؤَادِي لَمَّا أَنْ أَصَخْتُ لَهَا

إِنَّ الَّتِي فَتَنَتْهُ عَنْ عِبَادَتِهِ

 

خَرِيدَةٌ ذَاتُ حُسْنٍ فَانْثَنَى وَلَهَا

إِنْ تَابَ ثُمَّ قَضَى عَنْهُ عِبَادَتَهُ

 

فَرَحْمَةُ اللَّهِ تَغْشَى مَنْ عَصَى وَلَهَا

 

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَعْمَرٍ الْقَيْسِيُّ: حَجَجْتُ سَنَةً، ثُمَّ دَخَلْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ لِزِيَارَةِ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَبَيْنَمَا أَنَا جَالِسٌ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ، إِذْ سَمِعْتُ أَنِينًا، فَأَصْغَيْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ يَقُولُ ([1]) :

أَشْجَاكَ نَوْحُ حَمَائِمِ السِّدْرِ

 

فَأَهَجْنَ مِنْكَ بَلاَبِلَ الصَّدْرِ

أَمْ عَزَّ نَوْمَكَ ذِكْرُ غَانِيَةٍ

 

أَهَدَتْ إِلَيْكَ وَسَاوِسَ الْفِكْرِ

يَا لَيْلَةً طَالَتْ عَلَى دَنِفٍ

 

يَشْكُو السُّهَادَ وَقِلَّةَ الصَّبْرِ

أَسَلَّمْتَ مَنْ تَهْوَى لِحَرِّ جَوًى

 

مُتَوَقِّدٍ كَتَوَقُّدِ الْجَمْرِ

فَالْبَدْرُ يَشْهَدُ أَنَّنِي كَلِفٌ

 

مُغْرًى بِحُبِّ شَبِيهَةِ الْبَدْرِ

مَا كُنْتُ أَحْسَبُنِي أَهِيمُ بِحُبِّهَا

 

حَتَّى بُلِيتُ وَكُنْتُ لاَ أَدْرِي

ثُمَّ انْقَطَعَ الصَّوْتُ، فَلَمْ أَدْرِ مِنْ أَيْنَ جَاءَ، وَإِذَا بِهِ قَدْ عَادَ الْبُكَاءُ وَالأَْنِينُ، ثُمَّ أَنْشَدَ:


الشرح


([1])ينظر: منازل الأحباب (ص: 187 - 193).