|
رَأَيْتُ الْهَوَى دَعْوَى مِنَ
النَّاسِ كُلِّهِمُ |
|
فَلَسْتُ أَرَى وُدًّا صَحِيحًا
مُسَلَّمًا |
فَقَالَ لَهُ أَبُو
الْعَبَّاسِ بْنُ سُرَيْجٍ: بِمَ تَفْخَرُ عَلَيَّ؟ وَلَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ:
|
وَمَطَاعِمُهُ كَالشَّهْدِ فِي
نَغَمَاتِهِ |
|
قَدْ بِتَّ أَمْنَعُهُ لَذِيذَ سِنَاتِهِ |
|
|
بِصَبَابَةٍ وَبِحُسْنِهِ
وَحَدِيثِهِ |
|
وَأُنَزِّهُ اللَّحَظَاتِ عَنْ وَجَنَاتِهِ |
|
|
حَتَّى إِذَا مَا الصُّبْحُ رَاحَ
عَمُودُهُ |
|
وَلَّى بِخَاتَمِ رَبِّهِ
وَبَرَاتِهِ |
|
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ:
يَحْفَظُ عَلَيْهِ الْوَزِيرُ مَا أَقَرَّ بِهِ حَتَّى يُقِيمَ شَاهِدًا عَلَى
أَنَّهُ وَلَّى بِخَاتَمِ رَبِّهِ وَبَرَاءَتِهِ.
فَقَالَ ابْنُ سُرَيْجٍ:
يَلْزَمُنِي فِي هَذَا مَا يَلْزَمُكَ فِي قَوْلِكَ:
|
أُنَزِّهُ فِي رَوْضِ الْمَحَاسِنِ
مُقْلَتِي |
|
وَأَمْنَعُ نَفْسِي أَنْ تَنَالَ
مُحَرَّمَا |
فَضَحِكَ الْوَزِيرُ، وَقَالَ:
لَقَدْ جَمَعْتُمَا لُطْفًا وَظُرْفًا، ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِي
تَارِيخِهِ ([1]).
وَجَاءَتْهُ يَوْمًا فُتْيَا
مَضْمُونُهَا:
|
يَا ابْنَ دَاوُدَ يَا فَقِيهَ
الْعِرَاقِ
|
|
أَفْتِنَا فِي قَوَاتِلِ
الأَْحْدَاقِ |
|
هَلْ عَلَيْهَا بِمَا أَتَتْ مِنْ
جُنَاحِ |
|
أَمْ حَلاَلٌ لَهَا دَمُ
الْعُشَّاقِ |
فَكَتَبَ بِخَطِّهِ تَحْتَ
الْبَيْتَيْنِ:
|
عِنْدِي جَوَابُ مَسَائِلِ
الْعُشَّاقِ |
|
فَاسْمَعْهُ مِنْ قَرِحِ الْحَشَا
مُشْتَاقِ |
|
لَمَّا سَأَلْتَ عَنِ الْهَوَى
هَيَّجْتَنِي |
|
وَأَرَقْتَ دَمْعًا لَمْ يَكُنْ
بِمُرَاقِ |
|
إِنْ كَانَ مَعْشُوقًا يُعَذِّبُ عَاشِقًا |
|
كَانَ الْمُعَذَّبُ أَنْعَمَ
الْعُشَّاقِ |
قَالَ صَاحِبُ كِتَابِ «مَنَازِلِ الأَْحْبَابِ» ([2]) شِهَابُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَهْدٍ صَاحِبُ «الإِْنْشَاءِ»: وَقُلْتُ فِي جَوَابِ الْبَيْتَيْنِ عَلَى قَافِيَتِهِمَا مُجِيبًا لِلسَّائِلِ: