×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني


رَأَيْتُ الْهَوَى دَعْوَى مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمُ

 

فَلَسْتُ أَرَى وُدًّا صَحِيحًا مُسَلَّمًا

فَقَالَ لَهُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ سُرَيْجٍ: بِمَ تَفْخَرُ عَلَيَّ؟ وَلَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ:

وَمَطَاعِمُهُ كَالشَّهْدِ فِي نَغَمَاتِهِ

 

قَدْ بِتَّ أَمْنَعُهُ لَذِيذَ سِنَاتِهِ

بِصَبَابَةٍ وَبِحُسْنِهِ وَحَدِيثِهِ

 

وَأُنَزِّهُ اللَّحَظَاتِ عَنْ وَجَنَاتِهِ

 

حَتَّى إِذَا مَا الصُّبْحُ رَاحَ عَمُودُهُ

 

وَلَّى بِخَاتَمِ رَبِّهِ وَبَرَاتِهِ

فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَحْفَظُ عَلَيْهِ الْوَزِيرُ مَا أَقَرَّ بِهِ حَتَّى يُقِيمَ شَاهِدًا عَلَى أَنَّهُ وَلَّى بِخَاتَمِ رَبِّهِ وَبَرَاءَتِهِ.

فَقَالَ ابْنُ سُرَيْجٍ: يَلْزَمُنِي فِي هَذَا مَا يَلْزَمُكَ فِي قَوْلِكَ:

أُنَزِّهُ فِي رَوْضِ الْمَحَاسِنِ مُقْلَتِي

 

وَأَمْنَعُ نَفْسِي أَنْ تَنَالَ مُحَرَّمَا

فَضَحِكَ الْوَزِيرُ، وَقَالَ: لَقَدْ جَمَعْتُمَا لُطْفًا وَظُرْفًا، ذَكَرَ ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِهِ ([1]).

وَجَاءَتْهُ يَوْمًا فُتْيَا مَضْمُونُهَا:

يَا ابْنَ دَاوُدَ يَا فَقِيهَ الْعِرَاقِ

 

 

أَفْتِنَا فِي قَوَاتِلِ الأَْحْدَاقِ

هَلْ عَلَيْهَا بِمَا أَتَتْ مِنْ جُنَاحِ

 

أَمْ حَلاَلٌ لَهَا دَمُ الْعُشَّاقِ

فَكَتَبَ بِخَطِّهِ تَحْتَ الْبَيْتَيْنِ:

عِنْدِي جَوَابُ مَسَائِلِ الْعُشَّاقِ

 

فَاسْمَعْهُ مِنْ قَرِحِ الْحَشَا مُشْتَاقِ

لَمَّا سَأَلْتَ عَنِ الْهَوَى هَيَّجْتَنِي

 

وَأَرَقْتَ دَمْعًا لَمْ يَكُنْ بِمُرَاقِ

إِنْ كَانَ مَعْشُوقًا يُعَذِّبُ عَاشِقًا

 

كَانَ الْمُعَذَّبُ أَنْعَمَ الْعُشَّاقِ

قَالَ صَاحِبُ كِتَابِ «مَنَازِلِ الأَْحْبَابِ» ([2]) شِهَابُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ فَهْدٍ صَاحِبُ «الإِْنْشَاءِ»: وَقُلْتُ فِي جَوَابِ الْبَيْتَيْنِ عَلَى قَافِيَتِهِمَا مُجِيبًا لِلسَّائِلِ:


الشرح

([1])ينظر: تاريخ بغداد (5/262).

([2])ينظر: منازل الأحباب ومنازه الألباب (ص: 185، 186).