×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

وقولُه تعالى: {لَعَمۡرُكَ} [الحجر: 72] هذا قَسَمٌ مِن اللهِ جل وعلا بحيَاة نبيِّه محمَّد صلى الله عليه وسلم { إِنَّهُمۡ لَفِي سَكۡرَتِهِمۡ يَعۡمَهُونَ } [الحجر: 72] ، واللهُ جل وعلا يَحلفُ بمَا شاء مِن خلقِه، أمَّا المَخلُوق فإنَّه لا يُقسِم إلا باللهِ -كما هو مَعلُوم- .

والشَّاهد في قولِه: {لَفِي سَكۡرَتِهِمۡ} [الحجر: 72] ، دلَّ على أنَّ الذي أَوقعَهم في اللوَاط هو السُّكر - والعياذ بالله - ؛ سُكْر عُقولٍ وشَهوةٍ، وليسَ سُكر شَراب.

وهذا الابتِلاء ليس له عِلاج، إلا أنْ يَتوبَ الإِنْسَان إلى اللهِ، ويُكثرُ مِن ذكرِ الله، ويُمسِك بصرَه، ويَتجنَّب مُخالطَة المردَان، ومَواطن الفِتنَة.

وقولُه: «فإذَا أَقدَمتْ نفسُه على هذا وآثرتْه؛ فليُكبِّر عليْها تَكبيرةَ على الجنَازَة»؛ فمَن أصرَّ على جَريمَة اللوَاط فهو كالمَيت - ولو كان حيًّا في بدنِه - ، لكنَّه مَات مِن الإِنْسَانية، فأَصبحَ لا خَير فيه، وكونُه يَموتُ بدنُه أَحسن مِن أنَّه يَبقَى حيًّا على هذه الحَالة.

وقولُه: «عِشقٌ مباح لا يُملَك، كعِشقُ مَن وُصِفتْ له امرَأةٌ جَميلَة، أو رَآها فَجأَة مِن غيرِ قَصدٍ»، كالعِشق الذي يَأتي مِن وَصفِ النَّاس لهَا، أو أنَّه رآهَا وهي صَغيرَة قبْل أنْ تَحتَجِب، فهذا لا يُذمُّ على تَعلُّقِه بها ورَغبتِه في الزَّواج بهَا.

***


الشرح