×
تعْليقَاتٌ على الجَوابِ الكَافي الجزء الثاني

لهذه الأشيَاء: {قُلۡ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمۡ وَأَبۡنَآؤُكُمۡ وَإِخۡوَٰنُكُمۡ وَأَزۡوَٰجُكُمۡ وَعَشِيرَتُكُمۡ وَأَمۡوَٰلٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَٰرَةٞ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَآ أَحَبَّ إِلَيۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٖ فِي سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأۡتِيَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ} [التوبة: 24] .

فالذي يُقدِّم مَحَبَّة المَخلُوق على مَحَبَّة الخَالِق فهذا دَليلٌ على ضَعفِ إيمَانِه، أو أنَّه ليسَ عندَه إيمَان أَصلاً، أمَّا أنْ يُحبَّ شَيئًا ولا يُقدِّمه على مَحَبَّة اللهِ فهذا أَمرٌ مبَاح، كمَن يُحبُّ زَوجتَه، ويُحبُّ والِديْه وأَولادَه، ويُحبُّ مالَه، هذه مَحَبَّة طَبيعيَّة، وفيها مَصَالحُ؛ لأنَّه لو لمْ يُحبّ هذه الأَشيَاء ما طَلبَها ولا اعتَنَى بهَا.

قَال تعالى: {وَمِنۡ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَٰجٗا لِّتَسۡكُنُوٓاْ إِلَيۡهَا وَجَعَلَ بَيۡنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحۡمَةًۚ} [الروم: 21] ، مِن آيَاتِ الله جل وعلا الدَّالة على قُدرتِهأنْ جعَل المَحَبَّة بين الزَّوجين، فيَجتمعَان في ليْلة فيَجعَل اللهُ بينهما المَحَبَّة، وتَستَمر هذه المَحَبَّة مع أنّهما لمْ كان يَعرفُ أحدُهما الآخَر؛ لمَا في هذه المَحَبَّة مِن مَصالِح، فإذا تَحابَّ الزَّوجَان أطَاع أحدُهما الآخَر في مصَالحهمَا، وأنْجبَا وتَعاشَرا وحَصل المَقصُود؛ أمَّا إذا كان الزَّوجُ لا يُحبُّ زوجتَه، أو كانتِ المَرأةُ لا تُحبُّ زوجَها؛ حصلتِ النفْرة والفرْقَة وعَدم الوِئام. فهذه المَحَبَّة لا يُمكنُ لأحدٍ أنْ يَشتَريَها، ولا يَقدرُ على جَعْلِها في القُلوبِ إلا الله، وهذا مِن آيَاتِه سبحانه وتعالى .

واللهُ جل وعلا لمَّا أبَاح الزَّواجَ، بيَّن النِّسَاء المُحرَّمات في سُورة النِّسَاء، قال: {وَٱللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيۡكُمۡ وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا}. فالذين يَتَّبعُون الشَّهواتِ ينفرُون مِن الزَّواجِ ويُريدُون المُتعَة المحرَّمة، ولا يُفرِّقون بيْن مُحرَّمَات ومبَاحَات مِن النِّسَاء،


الشرح