وإنَّما همُّهم الشَّهوةُ
فقط، ولا يَكفِي أنَّهم يُفسدُون بأنفُسِهم، لكنَّهم يُريدُون أن يُفسِدوا النَّاس
أيضًا، فيُنفِّرُون مِن الزَّواج، ويُنفِّرُون مِن تَعدُّدِ الزَّوجَات الذي فيه
مَصَالِح، ويُنفِّرُون مِن تَزويج كَبير السِّن، ويُنفِّرُون مِن زَواج الأقَاربِ،
كل هذه مُحاوَلات مِن أهلِ الفِسقِ في سِبيل الزَّواجِ حتى يَنتشَرَ الفسَاد،
فيَجب الانتبَاه لمَكائدِهم.
هُم الآن جُندُ الشَّيطَان -
مِن الكفَّار ومِن المُنافِقين ومِن المُندسِّين في المُسلمِين - يُحاربُون
الزَّواج، لكن لا يَقدِرونَ على مَنعِه منعًا بَاتًّا، لكنَّهم يَأتُونَه مِن
جَوانِب، فيُنفِّرون مِن تَعدُّد الزَّوجَات، ومِن زَواجِ الأقَارب، ومِن زَواج
كَبير السِّن بالشَّابَة، فإذا نَفَّروا النَّاس مِن الزَّواج انعدَمتِ الرَّغبَة
في الزَّواج، وانتَشرَ الفسَاد، وهذا مَا يُريدونَه: {وَيُرِيدُ ٱلَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ ٱلشَّهَوَٰتِ أَن تَمِيلُواْ مَيۡلًا عَظِيمٗا}. واللهُ تبارك
وتعالى جَعلَ الشَّهوَة، لكنَّه جَعل لهَا مَصرِفًا شَريفًا مُنضَبطًا، لكنَّ شَياطينَ
الإِنسِ يُنفِّرون مِن الزَّواج، ويُرغِّبُون في الزِّنا والسِّفَاح أَكثر مِن
الزَّواج، ويَقولُون: لا تَرتَبط بعَائلة ولا تَرتَبط بزَوجَة. ويَزعمُون أنَّ
الرَّجل بذلك يَكونُ حُرًا، وأنَّه يُمكنُه أنْ يَحصُل على مَا يُطفِئ شَهوتَه
بغَير زَوج، حتَّى أبَاحوا لأَنفسِهم اللوَاط، ويَعقِدُون النَّدوَات
والمُؤتمَراتِ الآن لإِباحَة اللوَاط وإبَاحَة الزِّنا - العياذ بالله - .