فقالوا: ﴿غَرَّ هَٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمۡۗ﴾
[الأنفال: 49].
فأخبر
سبحانه أن النصر بالتوكل، لا بالكثرة ولا بالعدد، وأنه عزيز لا يغالب، حكيم ينصر
المستحق، وإن كان ضعيفًا.
*****
قلوبهم؛ فلما أن رأى
المنافقون كثرة المشركين وقلة المسلمين، قالوا: ﴿غَرَّ هَٰٓؤُلَآءِ دِينُهُمۡۗ﴾ [الأنفال: 49]؛
وقعوا في الخطر.
قال تعالى: ﴿إِذۡ يَقُولُ
ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ غَرَّ هَٰٓؤُلَآءِ
دِينُهُمۡۗ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٞ﴾ [الأنفال: 49].
فالمدار على التوكل
على الله سبحانه وتعالى والإيمان، وليس المدار على القوة من غير التوكل على الله،
نعم إذا اجتمعت القوة مع التوكل على الله، فهذا أرجى للنصر، ولكن إذا كانت هناك
قوة بدون إيمان وبدون توكل على الله عز وجل، فهي مهزومة أمام أهل الإيمان، وإن قل
أهل الإيمان.
قال تعالى: ﴿وَمَا ٱلنَّصۡرُ إِلَّا
مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 10]؛
يضعه حيث يشاء بحكمته سبحانه وتعالى.
قوله: «عزيز لا يغالب»؛
أي: أنه ينصر جنده -سبحانه-، وليس مثل الشيطان ضعيفًا، قال تعالى: ﴿إِنَّ كَيۡدَ ٱلشَّيۡطَٰنِ
كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 76]. فالشيطان ضعيف، ولذلك فر وانهزم، أما من التجأ إلى الله،
فإن الله عزيز، يقويه ويعزه.
وقوله: «حكيم ينصر المستحق» أي أنه عز وجل يضع النصر في موضعه.