×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من شأن بدرٍ والأسارى في شوال ([1])،

*****

دارت المعركة، وقتل المسلمون من المشركين سبعين قتيلاً بما فيهم كبارهم وصناديدهم، وعلى رأسهم أبو جهل فرعون هذه الأمة، وأسروا منهم سبعين رجلاً من المشركين، فقتلوا منهم سبعين، وأسروا منهم سبعين، وأخذوا ما معهم من السلاح ومن الخيل ومن الدواب، غنموها، صارت لهم أحسن من العير، أعطاهم الله سبحانه وتعالى أكثر مما أرادوا من العير، فصارت العاقبة حميدة، لما انتهت المعركة، وأسروا منهم سبعين، استشار صلى الله عليه وسلم أصحابه: ماذا يصنع بالأسرى، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يقتلون؛ حتى يكون للمسلمين رهبة، فهذه أول معركة، فيقتلون. وقال أبو بكر رضي الله عنه: أرى أن يؤخذ منهم المال والفدية، فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم على رأي أبي بكر رضي الله عنه، فأخذوا الفدية ممن يقدر على المال، وممن لا يقدر على أن يُعلم عشرة من صبيان المدينة، كل واحد يعلم عشرة من صبيان المدينة الكتابة، ثم يفكونه.

فأنزل الله عز وجل يوبخهم على ذلك، ويوافق رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُۥٓ أَسۡرَىٰ حَتَّىٰ يُثۡخِنَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنۡيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلۡأٓخِرَةَۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٦٧ لَّوۡلَا كِتَٰبٞ مِّنَ ٱللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمۡ فِيمَآ أَخَذۡتُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ [الأنفال: 67- 68]،


الشرح

([1])  انظر أخبار غزوة بدر في: تاريخ الطبري (2/265)، وسيرة ابن هشام (1/606)، ودلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (1/469)، ودلائل النبوة للبيهقي (3/23)، والروض الأنف (5/59)، والسيرة النبوية لابن كثير (2/380)، ونور اليقين (ص97).