ثم
نهض صلوات الله عليه بعد ذلك بسبعة ايامٍ إلى بني سليم، فبلغ ماء يقال له:
الكَدْرُ، فأقام عليه ثلاثًا، ثم انصرف ([1]).
ولما رجع فر المشركون إلى مكة، نذر أبو سفيان ألا يمس رأسه ماء حتى يغزو رسول الله
([2])،
فخرج في مائتي راكب، حتى بلغ طرف المدينة، وبات ليلة عند سلام بن مشكم،
*****
فالله سبحانه وتعالى
وبخهم، وهددهم على ذلك، ووافق عمر رضي الله عنه ما ينزل من القرآن في هذا الموضع،
وفي غيرها في ثلاثة مواضع ([3])؛ لأنه محدث ومحنك ([4]).
ولم يلق حربًا.
لم يبق من زعماء مكة
إلا أبو سفيان بن حرب، كلهم قتلوا، فأصاب أهل مكة حزن شديد وغمٌ شديد، فنذر أبو
سفيان ألا يغسل رأسه، حتى يصيب من المسلمين.
وصل أبو سفيان إلى المدينة بهذا الركب الكثير -مائتي راكب- وقد نزل عند اليهود، فسلام بن مشكم من زعماء اليهود، واليهود يفرحون بالمشركين، مع أنهم أبرموا عهدًا مع الرسول صلى الله عليه وسلم. نزلوا بالعريض؛ موضع من المدينة، يسمي بهذا الاسم إلى الآن.
([1]) انظر: سيرة ابن إسحاق (ص310)، وسيرة ابن هشام (2/43)، ودلائل النبوة للبيهقي (3/163)، والروض الأنف (5/270)، والسيرة النبوية لابن كثير (2/539).