قَالَ
أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا العُزَّى وَلاَ عُزَّى لَكُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله
عليه وسلم: «أَجِيبُوهُ» قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: «قُولُوا اللَّهُ مَوْلاَنَا،
وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ»، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالحَرْبُ
سِجَالٌ،، فَأَجَابَهُ عُمَرُ: فَقَالَ: لاَ سَوَاءَ، قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلاَكُمْ
فِي النَّارِ. ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَتَجِدُونَ مُثْلَةً، لَمْ آمُرْ بِهَا
وَلَمْ تَسُؤْنِي» ([1]).
***
قوله: «لَنَا
العُزَّى»؛ العزَّى اسم لصنم مشهور، وهو أحد الأصنام الثلاثة الكبار، وكانت لأهل
مكة.
قوله: «قُولُوا
اللَّهُ مَوْلاَنَا، وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ»؛ لما جاء في قوله تَعَالَى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ
مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ﴾ ؛ أي: لا مناصر لهم.
قوله: «يَوْمٌ
بِيَوْمِ بَدْرٍ»؛ أي: أصبنا منكم كما أصبتم منا في يوم بدر. فقال عمر رضي
الله عنه: «لاَ سَوَاءَ، قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلاَكُمْ فِي
النَّارِ».
قوله: «لاَ سَوَاءَ»؛ أي: لا سواء بين القتلى: قتلى في النار، وهم قتلى المشركين، وقتلى في الجنة، وهم قتلى المسلمين. فهؤلاء القتلى صار لهم القتل أحسن لهم من الحياة، وأما أنتم، فحياتهم في الدنيا خير لهم من القتل -نسأل الله العافية!-، انظر إلى الردود البليغة القاصمة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4043).