×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: لَنَا العُزَّى وَلاَ عُزَّى لَكُمْ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَجِيبُوهُ» قَالُوا: مَا نَقُولُ؟ قَالَ: «قُولُوا اللَّهُ مَوْلاَنَا، وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ»، قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ، وَالحَرْبُ سِجَالٌ،، فَأَجَابَهُ عُمَرُ: فَقَالَ: لاَ سَوَاءَ، قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلاَكُمْ فِي النَّارِ. ثُمَّ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَتَجِدُونَ مُثْلَةً، لَمْ آمُرْ بِهَا وَلَمْ تَسُؤْنِي» ([1]).

***

قوله: «لَنَا العُزَّى»؛ العزَّى اسم لصنم مشهور، وهو أحد الأصنام الثلاثة الكبار، وكانت لأهل مكة.

قوله: «قُولُوا اللَّهُ مَوْلاَنَا، وَلاَ مَوْلَى لَكُمْ»؛ لما جاء في قوله تَعَالَى: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوۡلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ ٱلۡكَٰفِرِينَ لَا مَوۡلَىٰ لَهُمۡ ؛ أي: لا مناصر لهم.

قوله: «يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ»؛ أي: أصبنا منكم كما أصبتم منا في يوم بدر. فقال عمر رضي الله عنه: «لاَ سَوَاءَ، قَتْلاَنَا فِي الْجَنَّةِ، وَقَتْلاَكُمْ فِي النَّارِ».

قوله: «لاَ سَوَاءَ»؛ أي: لا سواء بين القتلى: قتلى في النار، وهم قتلى المشركين، وقتلى في الجنة، وهم قتلى المسلمين. فهؤلاء القتلى صار لهم القتل أحسن لهم من الحياة، وأما أنتم، فحياتهم في الدنيا خير لهم من القتل -نسأل الله العافية!-، انظر إلى الردود البليغة القاصمة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4043).