ومنها: أن
الشهداء يُدفنون في مصارعهم؛ لأمره صلى الله عليه وسلم برد القتلى إليها ([1]).
ومنها: جواز دفن
الاثنين أو الثلاثة في القبر الواحد ([2]).
*****
أن الشهداء يدفنون
في مكان قتلهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يُدفن شهداء أُحد في مكانهم،
وألا يغسلوا، وأن يكفنوا في ثيابهم، التي قتلوا فيها، ولا يصلى عليهم، وهذا مكانهم
الآن، مقبرة الشهداء هو مكان المعركة، هذه أحكام الشهداء، وهم الذين يقتلون في
المعركة؛ لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.
وأما الشهداء في غير
المعركة، والذين يموتون في الحوادث المفاجئة أو بالطاعون، فإن هؤلاء شهداء في
الآخرة، وأما في الدنيا، فإنهم يعاملون معاملة الجنائز؛ يغسلون، ويكفنون، ويصلى
عليهم، ويدفنون في المقبرة العامة.
إذا كثر الأموات -شهداء، أو غير شهداء-، وشق على المسلمين الحفر لكل ميت على حدة، فإنه يُدفن الاثنان والثلاثة في قبر واحد؛ تسهيلاً على المسلمين؛ كأن يحدث -والعياذ بالله- وباء، وكثر الموت في الناس، أو معركة قتل فيها خلق كثير، ويشق حفر قبر مستقل لكل واحد منهم، فإنه يجوز أن يدفن الاثنان والثلاثة في قبر واحد؛ كما
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3165)، والترمذي رقم (1717)، والنسائي رقم (2142)، وابن ماجه رقم (1516)، وأحمد رقم (8305).