ومنها: أن الإمام
إذا جرح، صلى بهم قاعدًا، وصلوا وراءه قعودًا.
*****
وثانيًا: أنه يدمر
المباني والمساكن والمتاجر، ويتلف أموالاً، ويقتل مَن لا يستحق القتل من النساء،
والأطفال، والأبرياء، وكبار السن، والمعاهدين الذين لهم عهد عند المسلمين أو
المستأمنين، فهذه خيانة وغدر، وليس فيها مصلحة، بل فيها مضرة. فهناك فرق بين هذا
وبين الذي يتشجع، ويدخل في المعركة؛ ليفتك بالعدو، سواء سلم أم لم يسلم، وهو لم
يقتل نفسه.
أنس بن النضر رضي
الله عنه قاتل قتالاً شديدًا؛ حتى قُتِلَ، وقطعته الإصابات، قُطع جسمه، بحيث لم
يعرفوا من هو، حينما جاؤوا لدفن الموتى، لم يعرفوه؛ لأنه مقطع من كثرة الطعنات
وكثرة الرمي، لم تعرفه إلا أخته بإصبعه فقط.
لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقعة أحد بعد نهاية المعركة، وهم مُنهكون، والرسول صلى الله عليه وسلم -أيضًا- قد أصابه ما أصابه من الجروح، صلى بهم قاعدًا، وكذلك إذا مرض الإمام الراتب -إمام الحي إذا مرض-، يصلي بالجماعة، لكن يكون قاعدًا، ويصلون خلفه قعودًا؛ كما في الحديث: «وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ» ([1])، لأنه يشق عليه القيام، وإن المأمومين -وإن كانوا سليمين، ليس فيهم جراح، ولا مانع- لا يجوز لهم أن يقفوا وراءه، بل يصلون قعودًا؛ تبعًا لإمامهم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (689)، ومسلم رقم (411).