×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ومنها: أن الدعاء بالشهادة وتمنيها ليس من المنهي عنه؛ كما فعل ابن جحش ([1]).

ومنها: أن المسلم إذا قتل نفسه، فهو من أهل النار كقزمان ([2]).

*****

أن الإنسان يدعو بأن يُقتل في سبيل الله، أو يستشهد في سبيل الله عز وجل هذا ليس منهيًّا عنه، لا يدعو على نفسه بالموت، نهى صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت، لكن إذا كان القصد منه أنه يقتل في سبيل الله، فهذه غبطة. فتمني الشهادة ليس من تمني الموت المنهي عنه؛ «لاَ يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمُ المَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ » ([3])، فالذين تمنوا الموت في وقعة أحد ليس من أجل طلب الموت، وإنما من أجل الجهاد في سبيل الله، ويتمنون أن يستشهدوا في سبيل الله، يتمنون الشهادة.

مثل الرجل الذي يقال له: قزمان، الذي أبلى يوم أحد بلاءً شديدًا، كان شجاعًا، وقاتل يفتك بالعدو، وقتل سبعة من وجوه المشركين، فأعجب به الصحابة، وقالوا: ما أبلى أحدٌ منا مثلما أبلى فلان. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ»، فشق عليهم ذلك، تتبعه رجل منهم؛ ليرى مصيره ونهايته، هذا الرجل جرح في المعركة جراحًا شديدة، فلم يصبر، فتحامل على سيفه، وقتل نفسه،


الشرح

([1])  أخرجه: الحاكم (2/220). وأخرجه: أبو نعيم في الحلية (1/109).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3062)، ومسلم رقم (111).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (6351)، ومسلم رقم (2680).