×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ومنها: استخراج عبودية أوليائه في السَّراء والضراء، فإذا ثبتوا على الطاعة فيما أحبوا وكرهوا، فهم ليسوا كمن يعبده على حَرْف.

***

فمن هذه الفوائد: أن عباده المؤمنين لا يتغير إيمانهم، سواء في السَّراء أو في الضّراء، قال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَءَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا [الأحزاب: 22]، وأما المنافقون -والعياذ بالله-، قال تعالى حاكيًا عنهم: ﴿وَإِذۡ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا [الأحزاب: 12].

يقولون: إن محمدًا يزعم أنكم ستفتحون مشارق الأرض ومغاربها -كما جاء في الحديث: «فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ، حَتَّى تَطُوفَ بِالكَعْبَةِ لاَ تَخَافُ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ» ([1])، كيف هذا، ونحن الآن لا نستطيع أن نذهب للبول ولقضاء الحاجة ؟ ([2])! يقولون هكذا؛ يكذبون بالغيب -والعياذ بالله-، ولا يصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ [الحج: 11].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3595).

([2])  قائل هذا هو معتب بن قُشيرٍ أخو بني عمرو بن عوف، وقال هذا الكلام في غزوة الأحزاب. انظر: سيرة ابن هشام (2/222)، والروض الأنف (4/211، 6/207)، وعيون الأثر (2/90)، وتفسير الطبري (19/30).