ومنها: استخراج
عبودية أوليائه في السَّراء والضراء، فإذا ثبتوا على الطاعة فيما أحبوا وكرهوا،
فهم ليسوا كمن يعبده على حَرْف.
***
فمن هذه الفوائد: أن
عباده المؤمنين لا يتغير إيمانهم، سواء في السَّراء أو في الضّراء، قال تعالى: ﴿وَلَمَّا رَءَا
ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلۡأَحۡزَابَ قَالُواْ هَٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ
وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۚ وَمَا زَادَهُمۡ إِلَّآ إِيمَٰنٗا وَتَسۡلِيمٗا﴾ [الأحزاب: 22]، وأما المنافقون -والعياذ بالله-، قال تعالى حاكيًا عنهم: ﴿وَإِذۡ يَقُولُ
ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ
وَرَسُولُهُۥٓ إِلَّا غُرُورٗا﴾ [الأحزاب: 12].
يقولون: إن محمدًا
يزعم أنكم ستفتحون مشارق الأرض ومغاربها -كما جاء في الحديث: «فَإِنْ طَالَتْ
بِكَ حَيَاةٌ، لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الحِيرَةِ، حَتَّى
تَطُوفَ بِالكَعْبَةِ لاَ تَخَافُ أَحَدًا إِلاَّ اللَّهَ» ([1])، كيف هذا، ونحن
الآن لا نستطيع أن نذهب للبول ولقضاء الحاجة ؟ ([2])! يقولون هكذا؛
يكذبون بالغيب -والعياذ بالله-، ولا يصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الحج: 11].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3595).