×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ومنها: أنه لو بسط لهم النصر دائمًا، لكانوا كما يكونون لو بسط لهم الرزق، فهو المدَبِّر لهم، كما يليق بحكمته؛ إنه بهم خبير بصير.

ومنها: أنهم إذا انكسروا له استوجبوا النصر، فإن خُلْعَةَ النصر مع ولاية الذل؛ كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ [آل عمران: 123].

*****

 قال تعالى: ﴿وَلَوۡ بَسَطَ ٱللَّهُ ٱلرِّزۡقَ لِعِبَادِهِۦ لَبَغَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٖ مَّا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرُۢ بَصِيرٞ [الشورى: 27]، فالله جل وعلا يداول بين الرزق وبين الفقر تارة وتارة؛ من أجل أن يتميز المؤمن الصادق الصابر من المنافق وضعيف الإيمان، الذي إذا أصابته سراء، بطر، وإن أصابت ضراء، كفر -والعياذ بالله-.

كذلك لو أن الله عز وجل بَسَط لهم النصر دائمًا، لطغوا، وبغوا في الأرض، لكن الله -سبحانه- يبتليهم، ويمتحنهم.

إذا انكسروا وذلوا له سبحانه وتعالى، استوجبوا النصر؛ فالله يبتليهم بالشدائد والمحن من أجل أن يَلْجؤوا إليه -سبحانه-، ويعرفوا ضعفهم، ثم يمنحهم الفرج والنصر.

قوله: «فإن خلعة النصر مع ولاية الذل»، الذي يأتي مع النصر، فإذا صبر العبد، ولجأ إلى الله، ودعا الله عز وجل، وتضرع إليه، جاءه النصر، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ بِبَدۡرٖ وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [آل عمران: 123].


الشرح