×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وقوله: ﴿وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ [التوبة: 25] الآية.

*****

فقوله: ﴿وَأَنتُمۡ أَذِلَّةٞۖ؛ أي: ضعفاء، ليس معكم ظَهْر، وليس معكم سلاح، ولا خرجتم للقتال، ولكن لما ذَللتم لربكم عز وجل، والرسول صلى الله عليه وسلم اجتهد في الدعاء، تضرع إلى الله، مَكَث طوال الليل وهو يدعو ربه ويتضرع بين يديه، مَنَحهم الله النصر.

«يوم حنين» هو الغزوة المشهورة بعد فتح مكة، لما أرادت هوزان أن تغزو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجمعوا قوتهم وجيوشهم، وجاؤوا بأموالهم وأولادهم يزحفون، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم في اثني عشر ألف مقاتل. لم تحصل هذه الكثرة من قبل للمسلمين، انظر إلى الفارق بين غزوة بدر وغزوة حنين؛ في بدر كان عدد المسلمين ثلاثمائة وبضعة عشر، بينما في حنين كانوا اثني عشر ألف مقاتل، في بدر انتصر المسلمون، وفي حنين حصل عليهم محنة؛ لأنهم قالوا: لن نُغلَب اليوم من قِلَّة ([1]). قال سبحانه وتعالى: ﴿لَقَدۡ نَصَرَكُمُ ٱللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٖ وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡ‍ٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ ٢٥ ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡكَٰفِرِينَ [التوبة: 25- 26].


الشرح

([1])  انظر: سيرة ابن هشام (2/444)، وطبقات ابن سعد (2/114)، والروض الأنف (7/286)، وتفسير الطبري (11/389).