×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ومنها: أنه هيأ لعباده المؤمنين منازل، لا تبلغها أعمالهم، ولا يبلغونها إلا بالبلاء،

*****

انهزموا أمام العدو، ولم يثبت إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه عدد قليل، لم ينهزموا من مكانهم، بل ثبتوا، وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم عمه العباس رضي الله عنه أن يناديهم، فلما سمعوا داعي الرسول صلى الله عليه وسلم، رجعوا إليه، والتفوا حوله، حينئذ دارت المعركة من جديد، ونصر الله عز وجل المسلمين على الأعداء بعد الامتحان، وبعد ما حصل على المسلمين. قال تعالى: ﴿إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡ‍ٔٗا، العبرة ليست بالكثرة، وإنما العبرة بالإيمان والتوكل على الله سبحانه وتعالى.

ثم قال تعالى: ﴿وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ؛ أحاط بهم العدو بالجبال، وهم صاروا في بطن الوادي.

قال: ﴿ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ؛ أي: انهزموا، انهزم المسلمون.

فقوله: ﴿وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا، وهم الملائكة، فدالت الجولة للمسلمين على الكفار، فانتصروا، وغنموا، صارت العاقبة لهم، لكن بعد الامتحان.

ومن الحكم -أيضًا-: أن الله عز وجل قد هيَّأ للمؤمنين منازل في الجنة، لا تَبْلغها أعمالهم، لكنه سبحانه وتعالى يبتليهم بما يرفع به درجاتهم؛ حتى ينالوا هذه المنازل.

البلاء أي: الابتلاء والامتحان؛ لأن المؤمن يرفعه الله بما يَجْري عليه من المكاره، يَرْفعه الله به في الجنة.


الشرح