فسعادتكم
بالإيمان بالغيب الذي يُطْلع عليه رسله، فإن آمنتم به واتقيتم، فلكم أعظم الأجر.
*****
سعادة المؤمنين
بالإيمان بالغيب، ولهذا جاء في أول سورة البقرة قوله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ
بِٱلۡغَيۡبِ﴾ [البقرة: 3]، وذلك اعتمادًا على الخبر الصادق من الله ورسوله؛ فهم يؤمنون
به، وإن لم يروه أو يشاهدوه، هذه هي علامة الإيمان ﴿ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ﴾.
فهذه هي سعادتكم؛
الإيمان بالله ورسله.
مِن المحن التي تجري
على المسلمين؛ صِدق العبودية مع الله سبحانه وتعالى في السَّراء والضَّراء، أما
الذي لا يَعبدُ الله إلا في السّراء، فهذا ليس بمؤمن، فالمؤمن هو الذي يعبد الله
في السّراء والضّراء جميعًا، إذا أصابته سَرَّاء، شَكَر الله جل وعلا، واستعملها
في طاعة الله، وأما إذا أصابته ضَراء، صبر على ذلك، واحتسب الأجر، هذا هو المؤمن،
أما غير المؤمن، فإنه إذا أصابته سَرَّاء، فإنه يَفْسق، ويَبْطر، ويتكبَّر، وإذا
أصابته ضراء، فإنه يَجْزع، ويَسْخَط -والعياذ بالله-، فالمؤمن الصادق هو الذي
يعبُد الله في السَّراء والضَّراء، وأما غير الصادق، فإنه يعبد الله في السَّراء
فقط، وأما في حالة الضّراء، فإنه يكفر.
قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الحج: 11].