فإذا أراد الله
كرامة عبدٍ، قيض له من البلاء ما يكون دواء ذلك.
ومنها:
أن الشهادة عنده من أعلى المراتب،
*****
وأشد الناس بلاءً
الأنبياء؛ كما في الحديث: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلاَءً
الأَْنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ
الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» ([1])، «وَيُبْتَلَى
المُؤْمِنُ بِحَسْبِ إِيمَانِهِ» ([2]).
ليس هناك شك في أن
الدنيا تشغل عن الآخرة، هما ضرتان؛ مثل: الزوجتين إذا مِلْتَ إلى أحداهما، عضلت
الأخرى.
الدنيا والآخرة
ضرتان، إن كنت مِلت إلى الآخرة، وتركت الدنيا، فإن الدنيا تَغْضَب عليك، وتَسْخَط،
وإذا ملت إلى الدنيا، وتركت الآخرة، فإن الأخرة تَغْضب عليك؛ مثل الضُّرتان ([3]).
قوله: «أن الشهادة عنده من أعلى المراتب»؛ أي: أن نَيْل الشهادة في سبيل الله عز وجل من أعلى المراتب، ولذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [آل عمران: 140]، فما جرى في غزوة أحد من حكمه أن الله عز وجل اتخذ من المؤمنين شهداء عنده.
([1]) أخرجه: النسائي رقم (7440)، وأحمد رقم (27079)، والطبراني في الكبير (629)، والحاكم (8231).