×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

وذكر سبحانه ذلك في قوله: ﴿وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ [آل عمران: 139]، إلى قوله: ﴿وَيَمۡحَقَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 141].

*****

فمن الحكم في هذه المعركة: في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ [آل عمران: 141]؛ أي: ليطهرهم من الذنوب، ومن المخالفات.

وكذلك: ﴿وَيَمۡحَقَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 141]، انظر! في معركة واحدة، والحكمة فيها مختلفة؛ بالنسبة للمؤمنين تمحيص -أي: تطهير-، وبالنسبة للكفار مَحْق -والعياذ بالله- وإهلاك.

قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ١٣٩ إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ ١٤٠ وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَمۡحَقَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 139- 141].

في قوله: ﴿وَلَا تَهِنُواْ؛ أي: لا تضعفوا بسبب ما أصابكم.

وقوله: ﴿وَلَا تَحۡزَنُواْ على ما أصابكم وفاتكم.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 139]، فأنتم الأعلون، وليس الكفار، الكفار وإن نالوا شيئًا من النصر الظاهر، إلا أن هذا خذلان لهم، وليس نصرًا، هو خذلان لهم؛ من أجل أن يغتروا ويأثموا. وما أصاب المسلمين ليس لأنهم هانوا على الله عز وجل، ولكن من أجل أن يرفعهم عنده.

قوله تعالى: ﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ، فالعلو عند الله سبحانه وتعالى لا يحصل بالنَّسب، ولا بالجاه، ولا بالمال، وإنما يحصل بالإيمان، يحصل بهذا الشرط.


الشرح