فجمع بين
تشجيعهم، وحس التعزية، وذكر الحكم الباهرة التي اقتضت إدالة الكافر. فقال سبحانه: ﴿إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ﴾ [آل
عمران: 140]؛ أي: ما بالكم تحزنون وتهنون عند هذا، وقد مسهم مثله في سبيل الشيطان.
*****
فقوله: ﴿يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ﴾؛ أي: مصيبة.
وقوله: ﴿فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ
قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ﴾؛ أي: ما حدث في غزوة بدر.
وفي قوله: ﴿وَلَا تَهِنُواْ﴾؛ أي: لا تضعفوا، بل
هذا يزيدكم قوة.
وقوله: ﴿وَلَا تَحۡزَنُواْ﴾ على المصيبة، بل
اصبروا عليها، فالحزن يتنافى مع الصبر.
جمع بين تشجيعهم على
الصبر، وحسن التعزية في قوله تعالى: ﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]،
فلا تظنون أنه قد أصابكم ذلة أو هوان، إنما هو علو عند الله سبحانه وتعالى.
قال تعالى: ﴿إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ
فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا
بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ
شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [آل عمران: 140].
فقوله: ﴿يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ﴾ في أحد مُصيبة.
وقوله: ﴿فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ﴾؛ أي: الكفار.
وقوله: ﴿قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ﴾؛ أي: في بدر.
وقوله: ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ﴾؛ أي: أن هذه هي سُنة الله في الناس، وهي المداولة. فأنتم قد مَسَّكم هذا في سبيل الرحمن،