×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فجمع بين تشجيعهم، وحس التعزية، وذكر الحكم الباهرة التي اقتضت إدالة الكافر. فقال سبحانه: ﴿إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ [آل عمران: 140]؛ أي: ما بالكم تحزنون وتهنون عند هذا، وقد مسهم مثله في سبيل الشيطان.

*****

فقوله: ﴿يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ؛ أي: مصيبة.

وقوله: ﴿فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ؛ أي: ما حدث في غزوة بدر.

وفي قوله: ﴿وَلَا تَهِنُواْ؛ أي: لا تضعفوا، بل هذا يزيدكم قوة.

وقوله: ﴿وَلَا تَحۡزَنُواْ على المصيبة، بل اصبروا عليها، فالحزن يتنافى مع الصبر.

جمع بين تشجيعهم على الصبر، وحسن التعزية في قوله تعالى: ﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [آل عمران: 139]، فلا تظنون أنه قد أصابكم ذلة أو هوان، إنما هو علو عند الله سبحانه وتعالى.

قال تعالى: ﴿إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ [آل عمران: 140].

فقوله: ﴿يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ في أحد مُصيبة.

وقوله: ﴿فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ؛ أي: الكفار.

وقوله: ﴿قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ؛ أي: في بدر.

وقوله: ﴿وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ؛ أي: أن هذه هي سُنة الله في الناس، وهي المداولة. فأنتم قد مَسَّكم هذا في سبيل الرحمن،


الشرح