×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ثم ذكرة حكمةً أخرى، وهي تمييز المؤمن من المنافق، فيعلمهم علم شهادة؛ لأن العلم الغيبي لا يترتب عليه ثواب ولا عقاب.

*****

وصحة ونعمة، فالآخرة تنقسم إلى قسمين: إما جنة أو نار، سرور أو عذاب، وأما الدنيا، فهي مختلطة.

قال تعالى: ﴿إِن يَمۡسَسۡكُمۡ قَرۡحٞ فَقَدۡ مَسَّ ٱلۡقَوۡمَ قَرۡحٞ مِّثۡلُهُۥۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيۡنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعۡلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمۡ شُهَدَآءَۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ [آل عمران: 140].

هذا من الحِكم؛ أنه يتبين المؤمن الصادق، وأنه يحصل شهادة لبعض المؤمنين، فهذا خير لهم من الحياة الدنيا وما فيها، فالمؤمن يشترك في الحياة الدنيا مع الكافر، وربما قد يكون الكافر أوفر حظًّا من المؤمن في الدنيا، وأما في الآخرة، فإنها للمؤمنين، وليس للكفار فيها من نصيب.

العلم العام هذا يعلمه الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق السموات والأرض، وكتب ذلك في اللوح المحفوظ ([1])، وإنما أراد -سبحانه- أن يظهر هذا علم شهادة للناس، فأجرى الله ما أجراه، فهذا يسمى علم الظهور.

قوله: «علم شهادة»؛ أي: علم مشاهدة، أي: يشاهده الناس.

قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُطۡلِعَكُمۡ عَلَى ٱلۡغَيۡبِ [آل عمران: 179].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2653).