×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ثم ذكر حِكمة أخرى، وهي محق الكافرين. ثم أنكر حسبانهم دخول الجنة بدون الجهاد والصبر، وقال: ﴿وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ [آل عمران: 142]؛

*****

وقال تعالى: ﴿لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ وَلَا يَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّٗا وَلَا نَصِيرٗا [النساء: 123].

لما نزلت هذه الآية، شَقَّت على الصحابة -كأبي بكر رضي الله عنه -؛ إذ ليس هناك أحد يسلم من الخطأ ([1]).

فقوله: «هو ما تجزون به» أي: يطهر به من الذنوب والمعاصي، هذا بالنسبة للمؤمن، وأما بالنسبة للكافر، فما يجري عليه عقوبة له، لا بجزي شيء في هذا الكون إلا لحكمة من الله.  تمحيص المؤمنين من الذنوب؛ كما قال تعالى: ﴿لَّيۡسَ بِأَمَانِيِّكُمۡ وَلَآ أَمَانِيِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِۗ مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ.

قوله: ﴿مَن يَعۡمَلۡ سُوٓءٗا يُجۡزَ بِهِۦ؛ مؤمنًا كان أو منافقًا، أو كافرًا، لكن المؤمن تكون له تمحيصًا، أما الكافر، فيكون محقًا له وعقوبة له؛ لقوله تعالى: ﴿وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَمۡحَقَ ٱلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 141]. والله جل وعلا قال في الآية الأخرى: ﴿وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا [النساء: 104]، هذا للمؤمن. قال تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ [آل عمران: 142]؛ الحسبان الخاطئ؛ إذ لابد


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد في مسنده (1/232)، والبيهقي في السنن الكبرى (6774)، وشعب الإيمان (9805)، والحاكم في المستدرك (3/78) وصححه ووافقه الذهبي، وابن حبان في صحيحه (7/189).