×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

أي ولم يقع منكم، فيكون الجزاء على الواقع المعلوم.

*****

أن يمتحن الله سبحانه وتعالى عباده بالمصائب؛ حتى يتبين المؤمن الصابر المحتسب، الذي لا يتزعزع في إيمانه من المنافق، الذي ينقلب على عقبيه، إذا أصابته فتنة، انقلب على عقبيه.

وقوله تعالى: ﴿وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ، الله عز وجل يعلم كل شيء في الأزل والأبد، ولكن هذا علم ظهور، ووقع لأنه لا يُعذِّب على الفعل، أما أنه يعلم في سابق علمه، فهذا من صفاته سبحانه وتعالى، ولكنه لا يُعذِّب على عِلمه بما يحصل، وإنما يُعذِّب على فعل العباد، أو يُنَعِّم على فعل العباد، فالجزاء مُرتب على العمل، لا علم الله فقط؛ على الواقع، لا على العلم، على ما يقع منكم، ولا ينعِّم على الفعل، إلا إذا وقع من العبد. فإن العبد لا يُعذَّب على ما يعلمه الله جل وعلا، وإنما يُعذَّب على أفعاله، سواء كانت صالحة أو سيئة؛ فالجزاء مُعلق بالفعل، لا بعلم الله سبحانه وتعالى، ولا بالقدر -أي: أن الله قدر هذا-، لا يُعذِّب على القدر، وإنما يُعذِّب الله -سبحانه- على الشيء إذا وقع من العبد باختياره؛ خيرًا أو شرًا.

هذا علم ظهور، وإلا فإن الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء قبل أن يحدث، ولكن الله لا يُعذِّب على ما يعلم من الكافر، حتى يظهر ذلك عيانًا بكفره وتعديه.


الشرح