ثم وَبَّخهم على
هزيمتهم من أمر كانوا يتمنونه.
ومنها: أن هذه
الواقعة مقدمة بين يدي موته صلى الله عليه وسلم،
*****
«وبخهم على هزيمتهم من أمرٍ كانوا يتمنونه»، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ كُنتُمۡ تَمَنَّوۡنَ
ٱلۡمَوۡتَ مِن قَبۡلِ أَن تَلۡقَوۡهُ فَقَدۡ رَأَيۡتُمُوهُ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ﴾ [آل عمران: 143]؛
أي: كنتم تمنون الشهادة والقتال، فلما لقوه، حصل من بعضهم ما حصل.
قوله: ﴿فَقَدۡ رَأَيۡتُمُوهُ
وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ﴾، فلما حصل من بعضهم أنهم انخذلوا، ثم رجعوا وتابوا، وتاب الله عليهم، قال
تعالى: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡتَقَى ٱلۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا
ٱسۡتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا ٱللَّهُ
عَنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ﴾ [آل عمران: 155].
فقوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ﴾؛ أي: من المسلمين.
وقوله: ﴿إِنَّمَا ٱسۡتَزَلَّهُمُ
ٱلشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ﴾؛ أي: ما حصل منهم بسبب ذنب
صدر منهم، ثم تاب الله، وعفا عنهم.
فقوله: «أن هذه
الواقعة مقدمة بين يدي موته صلى الله عليه وسلم »؛ لكي يطمئنوا، عند موته صلى
الله عليه وسلم نزلت هذه الآية؛ حتى يطمئنوا عند موته؛ فالرسول ليس مخلدًا في
الحياة الدنيا، قال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ ٣٤ كُلُّ
نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ﴾ [الأنبياء: 34- 35].
فقوله: ﴿لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ﴾؛ الرسول بشر، سيموت، إذا سلم من القتل، فإنه سيموت، ما الواجب عليكم إذا قُتِلَ أو مات الرسول؟ الواجب هو الصبر والثبات والاحتساب، والشجاعة. وهكذا المسلمون يجب