عليهم عند المصائب
أن يثبتوا، وأن يزيدوا قوة، ولا يتضعضعوا أبدًا، الشدائد لابد أن تقع، ولابد لها
أن تحصل، لكن يجب على المسلمين الثبات ومواجهة الشدائد بالصبر، وباتخاذ الأسباب
التي ترفعهم عنهم.
هذه تمهيد لموت
الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ
أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن
يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡٔٗاۗ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144]،
هل تظنون أن الرسول صلى الله عليه وسلم يدوم معكم، الرسول يموت مثلما مات غيره من
إخوانه النبيين، لكن هل تثبتون إذا مات، أم لا تثبتون؟!
ولهذا لما مات
الرسول صلى الله عليه وسلم، وحصل عند الصحابة ما حصل من الحيرة والاضطراب، حتى عمر
رضي الله عنه حصل منه ما حصل، وصار يهدد كل من يقول: مات الرسول صلى الله عليه
وسلم، إلى أن جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وصعد على المنبر، وقال: «أَمَّا
بَعْدُ، فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، فَإِنَّ
مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ،
فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ»، ثُمَّ تَلاَ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا
رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ
ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡۚ وَمَن يَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِ فَلَن
يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيۡٔٗاۗ وَسَيَجۡزِي ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144].
عند ذلك عرف الصحابة،
وعرف عمر -رضي الله عن الجميع- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات فعلاً،
فعند ذلك صبروا، واختاروا الخليفة بعده، وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ لأن موت
الرسول مصيبة، أعظم المصائب هو موت الرسول صلى الله عليه وسلم.