×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

ثم أخبر أنه جعل لكل نفسٍ أجلاً، ثم أخبر أن كثيرًا من الأنبياء قُتلوا،

*****

إن الموت لا بد منه، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِنَفۡسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِ كِتَٰبٗا مُّؤَجَّلٗاۗ [آل عمران: 145]، الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره لا يعيشون أكثر مما أجَّل الله لهم من العمر.

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ *كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ * [الأنبياء: 34- 35].

قال تعالى: ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيّٖ قَٰتَلَ مَعَهُۥ [آل عمران: 146].

وفي قراءة أخرى: ﴿قتل ([1])، وفي القراءة الأخرى عند حفص المشهورة: ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيّٖ قَٰتَلَ مَعَهُۥ رِبِّيُّونَ كَثِيرٞ.

ولكن هناك قراءة: ﴿وكأين من نبي قُتل معه ربيون كثير؛ أي: قُتل نبي وقُتل أتباعه كثير، وهذه سُنَّة الله عز وجل.

فيكون المعنى: فإن كان محمد قد قتل، فإن سبيله هو سبيل الأنبياء الذين قتلوا، ولا يكن عندكم خَوَار وضعف.

لأنه قد أُشيع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قُتل في غزوة أُحد، فأصاب المسلمين نَكْبة أشد مما أصابهم من القتل والجراح، لما بلغهم أن الرسول قُتل، ذهلوا ذهولاً شديدا، فالله عز وجل بين لهم هذا.


الشرح

([1])  انظر: معاني القرآن للأخفش (1/235)، وتفسير الطبري (6/109- 110) وزاد المسير (1/332)، وابن كثير (2/130).