وقتل معهم أتباع
لهم كثيرون، فما وَهِنَ مَن بَقى منهم،
أو ما وهنوا عند
القتل، والصحيح: أنها تتناول الفريقين.
ثم أخبر -سبحانه-
عما استنصر به الأنبياء وأممهم من اعترافهم، وتوبتهم، واستغفارهم، وسؤالهم التثبيت
لأقدامهم، والنصر على أعدائهم.
*****
حتى لو قُتل الرسول، فلا يصبكم الوهن والضعف،
قوموا من بعده بالأمر الذي ترككم عليه، فالرسول صلى الله عليه وسلم ليس بدائم.
أتباع الرسل لما
قُتِلَ الرسل كما قال تعالى: ﴿وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيّٖ قَٰتَلَ مَعَهُۥ رِبِّيُّونَ كَثِيرٞ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ
أَصَابَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسۡتَكَانُواْۗ وَٱللَّهُ
يُحِبُّ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٤٦ وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ
إِلَّآ أَن قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ
أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [آل عمران: 146-
147]، فأنتم سبيلكم مثل سبيل إخوانكم السابقين، الذين قتل أنبياؤهم، ولم يضعفوا،
ولم يستكينوا، ولم تنفل عزائمهم، بل قاموا بما جاءت به رسلهم من بعدهم، وهذا حصل
-والحمد لله- في هذه الأمة.
وكما ذكرنا ما دام
أن القرآن موجود، والسنة موجودة، فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حي بين
أظهرنا، ولهذا جاء في الحديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ
تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا: كِتَابَ اللَّهِ
وَسُنَّتِي» ([1]).
قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ﴾ [آل عمران: 147]، أخبر عن ذلك.
([1]) أخرجه: الدار قطني رقم (4606)، والحاكم في المستدرك رقم (319)، والبيهقي في السنن الكبرى (10/114).