×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ قَوۡلَهُمۡ إِلَّآ أَن قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَٰفِرِينَ [آل عمران: 147]. فسألوا الله مغفرة ذنوبهم، وتثبيت أقدامهم ونصرهم، لما علموا أنهم إنما يُدال عليهم بذنوبهم، وأن الشيطان يستزلهم، ويهزمهم بها، وأنها نوعان: تقصير في حقٍّ، أو تجاوز في حدٍّ.

*****

 الشيطان ينتهز الفرصة عند المصائب؛ ليستزل أقدامهم، ويحصل منهم انحراف أو تشكك في أمر الدين.

هناك البعض ممن ينتسبون إلى الإسلام يقول إذا أصيب المسلمون: إنهم لو كانوا على حق، لما أصيبوا، وهؤلاء الكفار مع أنهم كفار، إلا أن عندهم قوة، وعندهم حضارة، بينما المسلمون ضعفاء ومتأخرون، وكل هذا إنما بسبب الإسلام، فالإسلام هو الذي أخرهم. وهذا كذب؛ الإسلام لم يؤخرهم، هم الذين تأخروا، هم الذين كسلوا؛ إذ إن الإسلام يحث على العلم، يحث على العمل، يحث على الصناعة، يحث على ما جاء في قوله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ وَمِن رِّبَاطِ ٱلۡخَيۡلِ [الأنفال: 60]، الإسلام يحثهم، ولكن هم الذين تخاذلوا، وركنوا إلى الملذات والحياة، هذا فعلهم هم، وأما الإسلام، فإنه دين القوة، دين العزة، دين الكرامة، فما بالمسلمين ليس من جهة الإسلام، وإنما من جهة أنفسهم، قال تعالى: ﴿أَوَلَمَّآ أَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةٞ قَدۡ أَصَبۡتُم مِّثۡلَيۡهَا قُلۡتُمۡ أَنَّىٰ هَٰذَاۖ قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [آل عمران: 165].

فقوله: ﴿قُلۡ هُوَ مِنۡ عِندِ أَنفُسِكُمۡۗ هذا هو السبب.


الشرح