وأن النصر منُوط
بالطاعة، فقال سبحانه وتعالى: ﴿قَالُواْ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ
لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِيٓ أَمۡرِنَا﴾ [آل
عمران: 147]، ثم علموا أنه سبحانه وتعالى إن لم يُثبِّت أقدامهم، وينصرهم، لم
يقدروا على ذلك، سألوه ما هو بيده،
*****
فالذنوب علي نوعين:
إما ترك واجب، أو فعل محرم؛ تقصير في حق، بترك شيء من الواجبات، أو زيادة على ما
شرعه الله عز وجل بالغلو، وكلاهما مذموم؛ الزيادة والنقص؛ إذ لا بد من الاعتدال
على أمر الله ورسوله من غير إفراط ولا تفريط، من غير تشدد ولا تساهل.
التثبيت من الله عز
وجل، الشيطان يستزل بني آدم، والله يثبت عباده المؤمنين، فلولا تثبيت الله،
لاستزلهم الشيطان؛ فالنصر والثبات إنما هو بتوفيق الله عز وجل، هو الذي يثبت
الأقدام وينصر، إذا اتخذنا الأسباب للنصر والثبات، أما أننا نعتمد على القضاء
والقدر، فهذا عجز، ولا يجوز.
تقولون: إننا
مسلمون، ونريد أن ننتصر. بدون عمل؟!! لن ننتصر، وإن كنتم مسلمين لن تنتصروا، فلابد
من العمل، لا بد من فعل الأسباب، فالثبات والنصر بيد الله سبحانه وتعالى، وأما
أسباب النصر وأسباب الثبات، فهي من العباد.
قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمۡ عَلَىٰٓ أَعۡقَٰبِكُمۡ فَتَنقَلِبُواْ خَٰسِرِينَ ١٤٩ بَلِ ٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلنَّٰصِرِينَ﴾ [آل عمران: 149- 150]، هذا شأن العدو دائمًا وأبدًا، لا ننخدع به، نقول: صديق، أو ما أشبه ذلك. لا ننخدع به. نعم، نعاهده