وذلك بسبب الشرك،
وعلى قدر الشرك يكون الرعب، والمؤمن الذي لم يلبس إيمانه بالشرك له الأمن والهدى.
*****
قال تعالى: ﴿سَنُلۡقِي فِي قُلُوبِ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ بِمَآ أَشۡرَكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ
بِهِۦ سُلۡطَٰنٗاۖ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [آل عمران: 151]،
الشرك ذلة -والعياذ بالله-، وإن كان المشركون عندهم قوة مادية، لكن قلوبهم ذليلة،
عندهم خوف وقلق نفسي، وإن كان بأيديهم قوة.
قال تعالى: ﴿سَنُلۡقِي فِي قُلُوبِ
ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ بِمَآ أَشۡرَكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ
بِهِۦ سُلۡطَٰنٗاۖ﴾ [آل عمران: 151].
فقوله تعالى: ﴿بِمَآ﴾؛ أي: بسبب ما
أشركوا بالله، فـ «ما» مصدرية؛ أي: بسبب شركهم، فالشرك ذلة -والعياذ بالله-.
إذا كثر الشرك وعظم،
عظم الرعب، وإذا خف، فإنه يخف الرعب.
قال تعالى: ﴿وَكَيۡفَ أَخَافُ مَآ
أَشۡرَكۡتُمۡ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمۡ أَشۡرَكۡتُم بِٱللَّهِ مَا لَمۡ
يُنَزِّلۡ بِهِۦ عَلَيۡكُمۡ سُلۡطَٰنٗاۚ فَأَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ أَحَقُّ بِٱلۡأَمۡنِۖ إِن كُنتُمۡ
تَعۡلَمُونَ ٨١ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ
ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ [الأنعام: 81- 82].
فقوله: ﴿بِظُلۡمٍ﴾؛ أي: بشرك.
وقوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ﴾ لهم الأمن في الدنيا، والأمن في الآخرة، وهداية في الدنيا على الحق.