ثم ذَكَّرهم
-سبحانه- بحالهم وقت الفرار مصعدين -أي: جادين في الهرب، أو صاعدين في الجبل ([1])- لا
يلوون على نبيهم وأصحابهم.
والرسول صلى الله
عليه وسلم يدعوهم في أخراهم:
*****
الذي حصل من
المسلمين لما وقع فيهم القتل بعد النصر.
قال تعالى: ﴿إِذۡ تُصۡعِدُونَ وَلَا
تَلۡوُۥنَ عَلَىٰٓ أَحَدٖ وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ فِيٓ أُخۡرَىٰكُمۡ فَأَثَٰبَكُمۡ غَمَّۢا
بِغَمّٖ لِّكَيۡلَا تَحۡزَنُواْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا مَآ أَصَٰبَكُمۡۗ
وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [آل عمران: 153].
فقوله: ﴿إِذۡ تُصۡعِدُونَ﴾؛ أي: تهربون، وقيل:
تصعدون في جبل أحد.
وقوله: ﴿وَلَا تَلۡوُۥنَ عَلَىٰٓ
أَحَدٖ﴾؛ أي: أن كل مشغول بنفسه.
وقوله: ﴿وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ
فِيٓ أُخۡرَىٰكُمۡ﴾؛ أي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم ثبت في مكانه، وثبت معه من ثبت من
الصحابة، ونادى الرسول صلى الله عليه وسلم، ولما سمعوا صوته، جاؤوا من كل حدب
وصوب، رجعوا من الهرب، والتفوا حول الرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله: «أخراهم»؛ أي: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خلفهم، ما تضعضع عن مكانه.
([1]) انظر: تفسير الطبري (6/146)، وزاد المسير (1/335)، والقرطبي (4/239)، ابن كثير (2/137).