الثالث: أن قوله:
﴿بِغَمّٖ﴾ من
تمام الثواب، لا أنه سبب للثواب. والمعنى: أثابكم غمًا متصلاً بغمٍ جزاءً على ما
وقع من الغضب وإسلام النبي، وترك الاستجابة له، ومخالفته في لزوم المركز، وتنازعهم
وفشلهم. وكلُّ واحد يوجب غمًا يخصه، ومن لطفه -سبحانه- بهم أنها من موجبات الطباع
التي تمنع من النصر المستقر.
*****
قوله: «أثابكم»؛
ليس من الثواب، وإنما هو من التكرار عليهم.
المركز: هو مواقف الرماة.
تنازعوا على الجبل؛
بعضهم يقولون بالنزول، والبعض الآخر يقول بعدم النزول، وفي الآخر صمموا على
النزول، وتركوا إخوانهم الذين ثبتوا.
قال تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فَشِلۡتُمۡ
وَتَنَٰزَعۡتُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِ وَعَصَيۡتُم مِّنۢ بَعۡدِ مَآ أَرَىٰكُم مَّا
تُحِبُّونَۚ﴾ [آل عمران: 152].
أي: من موجبات الطباع النفسية.