فقيض ما أخرجها
من القوة إلى الفعل، فترتب عليها آثارها، فعلموا أن التوبة منها، والاحتراز منها،
ودفعها بأضدادها متعين، وربما صحت الأجساد بالعلل ([1]).
ثم إنه -سبحانه-
رحمهم، فغيب عنهم الغَمُ بالنُّعاس، وهو في الحرب علامة النصر كما أنزله يوم بدر.
*****
صارت تربية من الله عز وجل للصحابة رضي الله عنه
وغيرهم؛ أن معصية الرسول صلى الله عليه وسلم تسبب النكبات والهزيمة من العدو إلى
يوم القيامة، وهذا درس للمسلمين -إن تأملوا هذا-، والواجب أن يتم تدريس هذه
الأمور، وهذه المواقف، وهذه الغزوات في مدارس الجند.
هكذا ينبغي أن تكون
دراسة التاريخ، لا تكون سردًا وقراءة فقط، بل ينبغي أن يتفقه في التاريخ، وفيما
يجري، وما جرى.
فإن الله سبحانه وتعالى يجري على عباده الصالحين ألوانًا من الابتلاء والامتحان؛ لحكم عظيمة: ليربيهم على الصبر، وليعظم لهم الأجر، وليكفر عنهم ما قد يحصل منهم من سيئات ومخالفات؛ كما سبق في قوله تعالى: ﴿وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [آل عمران: 141]؛ تمحيص، فهي خير لهم من لو توالت عليهم النعم؛ فإن هذا خطر عليهم، فتارة كذا، وتارة كذا، هذه حكمة الله سبحانه وتعالى، فقد نصرهم عز وجل في بدر نصرًا عجيبًا،
([1]) عجز بيت للمتنبي، وصدره: (لعل عتبك محمود عواقبه). انظر: الوساطة بين المتنبي وخصومه (1/171)، وزهر الآداب وثمر الألباب (4/935)، والتذكرة الحمدونية (1/279).