×
تعليقات على مختصر زاد المعاد الجزء الثالث

الله عز وجل عليهم، فأصابهم النعاس، وهذا دليل الأمان؛ لأن الخائف لا ينعس ولا ينام، فهم أصابهم النعاس.

وقد سماه الله الأمنة ﴿نُّعَاسٗا، وهو أوائل النوم، مع أنهم في أرض المعركة، والقتل من حولهم يمينًا وشمالاً، والعدو قريب منهم، فهم في موطن خوف، ولكن مع هذا الله أمنهم، أنزل عليهم النعاس، ولكن هذا النعاس إنما يصيب المؤمنين، وأما المنافقون، فإنهم قد أهمتهم أنفسهم؛ فلا يصيبهم النعاس من الهم.

قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ [آل عمران: 154].

فقوله: ﴿يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ، وهم المؤمنون.

وقوله: ﴿وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ، وهم المنافقون، فصاروا يتكلمون، ويقولون: ﴿لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ، وما أشبه ذلك، ويتلاومون.

قوله تعالى: ﴿وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ، ما السبب في هذا؟

السبب في هذا هو ما جاء في قوله سبحانه وتعالى: ﴿يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ؛ أي: يظنون أن هذا ليس بعده عز، وأن هذه هي النهاية،


الشرح