وأخبر أنه من لم
يصبه، فهو ممن أهمته نفسه، لا دينه، ولا نبيه، ولا أصحابه، وأنهم يظنون بالله غير
الحق ظن الجاهلية.
*****
ولا يأملون في الله
عز وجل أنه سيعوضهم، وسينصرهم في المستقبل؛ لأن ليس عندهم إيمان.
وأما المؤمن، فلا
يهمه هذا؛ لأنه يثق في الله عز وجل؛ فإذا أصيب، لا يقنط من رحمة الله، يحتسب
الأجر، ويؤمل ويحسن الظن بالله عز وجل، أما المنافق، فلا.
إذا أصاب النُعاس
المجاهدين في المعركة، فهذا علامة النصر لهم؛ كما حصل هذا في غزوة بدر؛ إذ أصابهم
النُعاس، فصار هذا علامة على نصرهم على العدو. قال تعالى: ﴿وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ﴾، ما أهمهم الرسول
صلى الله عليه وسلم، وأنه أشيع أنه قتل، ولا أهمهم دينهم يخشى عليه، ولا أهمهم
أموالهم، ولا أهلهم، إنما أنفسهم فقط؛ من جبنهم وقلة إيمانهم، وضعف يقينهم، وسوء
عقيدتهم.
قوله: ﴿ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ﴾، كل ما ينسب إلى الجاهلية، فهو مذموم؛ كظن الجاهلية، حمية الجاهلية، حكم الجاهلية، كل أمور الجاهلية مذمومة، والجاهلية: هي ما قبل الإسلام ([1]).
([1]) قال ابن منظور: «جهل: الجهل: نقيض العلم، وقد جهله فلان جهلاً وجهالة، وجهل عليه. وتجاهل: أظهر الجهل؛ عن سيبويه. الجوهري: تجاهل؛ أرى من نفسه الجهل، وليس به، واستجهله: عده جاهلاً، واستخفه أيضًا. والتجهيل: أن تنسبه إلى الجهل، وجهل فلان حق فلانٍ، وجهل فلان علي، وجهل بهذا الأمر، والجهالة: أن تفعل فعلاً بغير العلم. ابن شميل: إن فلانًا لجاهل من فلانٍ أي جاهل به. ورجل جاهل، والجمع جُهْل وجُهُل وجُهَّل وجُهَّال وجهلاء؛ عن سيبويه، قال: شبهوه بفعيل كما شبهوا فاعلاً بفعول؛ قال ابن جني: قالوا جهلاء كما قالوا علماء، حملاً له على ضده. ورجل جهول كجاهل، والجمع جهل وجهل). انظر: لسان العرب (11/129). وقال ابن فارس: (جَهِلَ) الجيم والهاء واللام أصلان: أحدهما خلاف العلم، والآخر الخفة وخلاف الطمأنينة. فالأول الجهل نقيض العلم. ويقال للمفازة التي لا علم بها مَجْهَل». انظر: معجم مقاييس اللغة (1/489). وانظر: تهذيب اللغة (6/37).